آخر تحديث :السبت-16 أغسطس 2025-01:31ص

عندما يحدد اللقب مسبقاً

الثلاثاء - 05 أغسطس 2025 - الساعة 11:00 م
عبدالرحيم المحوري

بقلم: عبدالرحيم المحوري
- ارشيف الكاتب


ما قدمه الشاعر المتألق علي صالح المحوري من شعر قوي وراقي كفيلا لتتويجه لكن إصرار اللجنة كان واضحا في أبعاده عن اللقب وكان المسابقة اعدت نهايتها لاعتبارات أخرى بعيدة كل البعد عن جودة الشعر*


*مايلفت النظر أكثر ويؤكد أن اللقب حدد مسبقا أن الشاعر المشالي كان في هذا الختام أكثر ابداعا من صاحب اللقب بشهادة لجنة التحكيم والتي لم تجد لقصيدته أي انتقاد مثلما لقيت قصيدة صاحب اللقب وكان ارتجاله في منتهى الروعة ومع ذلك جاء خامسا وسط ذهول الجمهور المتابع*


*كذلك ماتم عرضه على شاشة العرض من قبل اللجنة المنظمة قبل المسابقة عن المسابقة كان واضحا حيث اعطيت المساحة الكبيرة لمن حمل اللقب ومن جاء ثانيا بعد ذلك دون غيرهم حيث ظهروا في فيديو مصور وهم يلقون الاشعار الحرة دون قيود لإبراز مواهبهم للجمهور ولم تعطى تلك المساحة لبقية الشعراء لإبراز ابدعاتهم وهذا يدل دلالة واضحة أن المراكز حددت قبل أن تبدأ المسابقة الختامية*


*كما أني استغربت من احد المقربين للجنة يقول عند دخول الشاعر علي صالح المحوري في محف بين جماهيره قائلا صاحبكم سيكون ثالثا هكذا قالها بيقين مع أن كل الجماهير الحاضرة كانت مرشحة المحوري للقب وإذا وجدت المحاباة فقد يأتي ثانيا ولن تجد حتى المتشائم يبعده عن هذه المراكز فكيف بالاخ يحدد بكل ثقة أن المحوري سيأتي ثالثا قبل أن تبدأ المسابقة وقبل الاستماع للقصائد*



*الشاعر علي صالح المحوري أبدع بقصيدته كعادته بشهادة اللجنة وأخذ عليه حسب اعذار اللجنة التي كانت تحاول البحث عن أي ذريعة تربط بها نتيجتها النهائية المعدة مسبقا أن الشاعر المحوري عند الشعر الارتجالي أخذ قليل من الثواني زيادة ليكمل ابياته وهذا الشي ليس مقياس على ابداع الشاعر بل على سرعته وهناك فرق بين الإبداع وبين الكتابة بالسرعة القصوى وأصبح الشعر بهذه الفقرة وكانك في مضمار سباق مقياسه سرعة الكتابة وليس الابداع الشعري*


*هذه الفقرة رغم ابداع المحوري فيها في كل الجولات السابقة إلا أن هذه الفقرة يمكن التلاعب بها فقد يحضرها الشاعر مسبقا لتكون مفتاح الفصل لانه لايمكن لشاعر أن يعطي أربعة أبيات مشروطة في غاية الوصف دون أي نقد حتى وإن كان الشعر عنده في منزلة الكلام أي يتكلم شعرا فمابالك وانت مشروط بشروط حتى الكلام الانشائي يعجز عن التعبير عنه بهذه السرعة فكيف أن يطلب منك مجاراة ابيات لشاعر يافعي (اختيار شاعر يافعي رغم وجود شعراء من نفس المنطقة منافسين) فأنت بحاجة لبعض الوقت لفهم الابيات ثم مجاراتها واكيد سيكون المستفيد من ذلك ابن المنطقة العارف والمتمرس باللون اليافعي*


*كما لاحظت انتقاد أحد أعضاء اللجنة في بعض القصائد لإدخال بعض المعاني الفصيحة وكان يأمل أن تكون بالعامية ولايعلم أن بعض المناطق تغلب على عاميتها الفصحى ومادخول مايسمى بالعامية الا بالاختلاط في المدن وأصبح الكثير من أبناء الأرياف يفقدون النطق بالفصحى رغم أن أساس ريفهم الكلام الفصيح وقد تختلف ارياف عن ارياف لذلك قال الهمداني عن ابين عندما كانت دون شوائب هم أفصحى لغتا وقال عن يافع أن لغتهم مبهمة (صفة جزيرة العرب للهمداني) واعتقد لو ان أحدهم سمع راعيا في ريف ابين يقول حارت البوش لظن ان كلمة حارت عامية دون علمه أنها كلمة عربية فصيحة وقد جاءت في القران في عدة مواضع والتي تعني عادت لذلك كان على اللجنة أن تحدد أي عامية تريد هل هي عامية المدن المختلطة بالشوائب أو عامية البدو أو الريف والتي هي عربية فصيحة*


*كما أن الشعراء العاميين يستخدم كلمات رأيت وبصرت ونظرت ولاينظر لهم أنهم خارجين عن الشعر العامي لاستخدامه تلك الكلمات الفصيحة رغم وجود كلمات اخرى كان من الأفضل استخدامها على معيار اللجنة وهي شفت ولكن ذلك لايعيب شعرهم من اي ناحية*

*صراحة لم افهم من اللجنة ماهو الشعر العامي هل معناه كلمات ليست عربية فصحى مع أن أي كلمة عربية فاكيد ستكون فصحى أو لعلهم يقصدون بالعامية هي الكلمات القديمة التي ينطقها البعض وهي من لهجات اليمن القديم والتي تتشابه في كلماتها مع اللغة العبرية فأكيد كلمة جس التي يتكلم بها بني اسرائيل هي عندهم عامية ويفضل استخدامها بدل كلمة قعد*


*الشاعر علي صالح المحوري أثبت أنه ليس مجرد موهبة شعرية فذة وانما ايضا مثقف ملم بالتاريخ كرجل مطلع أظهر عورات اللجنة عدة مرات عند انتقادهم له عن استخدام كلمات تتعلق بمجريات التاريخ فيفاجئهم بأعتراضه شارحا لهم خطاءهم ومن أمثلة ذلك ماحدث من قصة الاسراء والمعراج واستخدامه كلمة تتعلق بالعروج إلى السماء حيث كان عضو اللجنة يعتقد أن البراق هو مااخذ رسولنا صلوات ربي وسلامه عليه إلى السماء فكان رد شاعرنا المتألق الملم بالتاريخ صادما للجنة بأن البراق أخذه في الاسراء للمسجد الأقصى أما المعراج فهو شي اخر شبهه شاعرنا بالبساط مستدلا بحديث المصطفى عليه الصلاة والسلام ليخرس اللجنة وهكذا استمر في المسابقة مشاكسا بثقة العارف الملم والذي أظهر ضعف اللجنة في الكثير من الأمور لذلك لاغرابة أن تعاملت معه اللجنة كغربم لأنها تراه سببا لاظهار ماخفي من عوراتها*


*لذلك سيظل الشاعر علي صالح المحوري ملك متوجا ولن تقصيه حقه لجنة لم تملك الخبرة والكفاءة لتحدد من يستحق من خلال القصيدة الملقاه لذلك تترك الابداع الشعري في القصائد التي يقدمها الشاعر للمنافسة لتذهب لبيتين شعرية أو اربعة تحدد بهما من المستحق للقب وكاننا ليس في مسابقة للابداع مع علمهم أن هناك الكثير من الشعراء العاميين لايعرفون الكتابة (اميون) فكيف كان سيكون التعامل معهم لو اشترك احدهم لذلك ماحصل لايصلح تسميتها بمسابقة أمير الشعراء وانما مضمار كتابة الشعر*