في سجل التاريخ اليمني الحديث، يبرز اسم أحمد علي عبدالله صالح كواحد من أهم الشخصيات الوطنية ذات السجل المشرف، سواء على الصعيد العسكري أو السياسي. فهو نجل الرئيس اليمني السابق الشهيد علي عبدالله صالح، وقد ورث عنه الكثير من الصفات القيادية والحرص على وحدة اليمن واستقراره، دون أن تتلطخ يداه بالدماء أو تنزلق خلف أهواء الانتقام رغم ما واجهه من تحديات واستهداف مباشر.
لعب أحمد علي عبدالله صالح دوراً محورياً في تطوير وتحديث قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة خلال قيادته لها، حيث ساهمت جهوده التنظيمية والإدارية في جعل تلك القوات من أقوى التشكيلات العسكرية على مستوى الوطن العربي، حتى احتل الجيش اليمني المرتبة الرابعة عربياً بحسب بعض التصنيفات العسكرية حينها. كان ذلك دليلاً واضحاً على كفاءته القيادية ورؤيته الإستراتيجية في بناء مؤسسة عسكرية وطنية مهنية ذات كفاءة عالية.
ورغم التحديات التي عصفت باليمن عقب أحداث نكبة الربيع العربي في 2011م، التزم أحمد علي عبدالله صالح بمبدأ تغليب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية، حيث سلّم قيادة الحرس الجمهوري والقوات الخاصة بسلاسة، في وقت كان فيه المشهد مشحوناً بالصراعات والانقسامات. وفي لحظة سياسية فارقة، تم تعيينه سفيراً للجمهورية اليمنية لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، ليواصل أداء واجبه الوطني من موقعه الدبلوماسي بهدوء واتزان.
ولم يكن أحمد علي عبدالله صالح يوماً طرفاً في سفك دماء اليمنيين، بل عُرف عنه التزامه بضبط النفس والحرص على وحدة البلاد وسلامة نسيجها الاجتماعي، حتى في أحلك اللحظات التي كان فيها والده الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح مستهدفاً، كما حصل في تفجير جامع دار الرئاسة عام 2011م، وهو يمتلك قوة عسكرية قادرة على إشعال البلاد بأكملها، لكنه اختار طريق الحكمة والسلام.
أحمد علي عبدالله صالح يتمتع بمكانة مرموقة ومحبة واسعة في أوساط الشعب اليمني من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، وهو ما تجلى بوضوح في انتخابه نائباً لرئيس المؤتمر الشعبي العام في العاصمة المختطفة صنعاء الواقعة تحت سيطرة ميليشيات الحوثي التي حاولت منع ترشيحة وفوزه بشتى الوسائل، لكنها فشلت أمام الإرادة السياسية التى تمثل الإرادة الشعبية العارمة التي ترى فيه أملاً في استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب.
اليوم ومع اشتداد الخناق على ميليشيات الحوثي الإرهابية واقتراب نهايتها الحتمية، بدأت تلك الميليشيات تتخبط في قراراتها، مدفوعة بالذعر من أحمد علي عبدالله صالح، الذي يرونه تهديداً حقيقياً لمشروعهم الطائفي. وقد بلغ بهم الأمر إلى إصدار حكم إعدام سياسي بحقه، في خطوة تعكس حجم القلق والخوف من قدراته، وإدراكهم التام بأنه في حال أُسنِدت له المهام الوطنية، فلن يتوانى عن قلب الموازين وسحق المليشيات واستعادة الدولة اليمنية المختطفة.
إن التاريخ لا ينسى الرجال المخلصين، وأحمد علي عبدالله صالح يظل نموذجاً للقائد الوطني الصامت، الذي لم ينجر وراء الفوضى، بل بقي محافظاً على مبادئه، حريصاً على وحدة بلاده، ومؤمناً بأن اليمن قادم لا محالة، مهما حاولت قوى الظلام أن تطفئ نوره. واليوم، ومع تصاعد الحراك الشعبي لإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة، يبقى أحمد علي في صدارة الأسماء القادرة على قيادة المرحلة المقبلة بثقة وحنكة، تلبية لتطلعات ملايين اليمنيين الحالمين بوطن حر وآمن.