بدعوة محب من صديق وزميل المهنة الأستاذ المبدع / خالد الأغبري حظيت بزيارة الى معهد النور للمكفوفين في مديرية المعلا، كنت أظنها دورة عادية كغيرها من الدورات تنظمها إدارة التربية والتعليم لفئة من المستهدفين تدعمها منظمة دولية بإمكانياتهم الضخمة، لكن ما حدث هو العكس رأيت غرفة بسيطة دون تكييف يتوسطها المدرب الاستاذ خالد الاغبري وفي مجموعات رأيت المستهدفين الفئة الأحب إلى قلبي فئة (المكفوفين) رأيت نوراّ يشع من ثنايا أرواحهم وإبتسامتهم الجميلة البسيطة فسَرت صفاء ونقاء سريرتهم فسألت إحداهن وكان أمامها مجسم للكعبة ومجسم لبوصلة القبلة كيف تستطيعن عمل وصناعة هذه التحف النادرة، اجابتني مبتسمة عن طريق تمارين اللمس والشكل والاتجاه والواح خشبية تعليمية تفاعلية نستخدمها بالتزامن مع شرح المدرب، أعمال جميلة بجمال قلوبهم برغم الامكانات البسيطة جداً الا ان حماسهم طغى على كل شيء وكأنك في ورشة عمل تحف فنية إبداعية.
أثناء البريك (الاستراحة) اصطحبتني مسؤولة المختبرات والوسائل وتجولنا في اروقة المعهد واستغربت من تردي اوضاع المعهد وخصوصاً غرفة الكمبيوتر التي يتواجد فيها سبعة أجهزة فقط وغير صالحة للتعليم، ان الاهمال الكبير من قبل الجهات الداعمة للمعهد أثرت سلباً على معنويات مرتاديه، فكلنا نعلم ان المنظمات لم تبخل بالدعم السخي وتزويد كل مكاتب التربية والتعليم والوزارات الاخرى بالاحتياجات التي تيسر عملهم من أجهزة حاسوب وطابعات ومكاتب وكراسي ومكيفات والواح الطاقة الشمسية فهل هذه الجهات كفيفة أيضاً وعاجزة عن رؤية متطلبات معهد النور للمكفوفين.
بعد جولتي قابلت المكلومة مديرة المركز والتي أبدت استيائها من إهمال المسؤولين وفتحت أمامي كم من رسائل المناشدات لكافة الجهات، لكن لا حياة لمن تنادي.
*الشكر الجزيل للأستاذ خالد الأغبري الذي أدخل البهجة والسرور لهذه الفئة الجميلة البسيطة من المجتمع.*
*على المسؤولين توجيه المنظمات لدعم المرافق والمؤسسات التي لا تحظى بالاهتمام كمركز الاطراف الصناعية، دار المسنين، المعاقين ذهنياً، المكفوفين والصم والبكم، لهؤلاء أجر عظيم.*
*كانت الدورة التدريبية صنع الوسائل التعليمية بإستخدام طريقة برايل، أي عن طريق اللمس فيرجى من مسؤولينا المكفوفين أن يتعلموها حتى يتلمسوا معاناة المكفوفين.*
*المسؤولين أصحاب صورني وانا أكرم لاعبي المنتخب الوطني، زوروا معهد النور للمكفوفين واتصوروا معهم فهم بحاجة إلى بصيص أمل ينير طريقهم.*
*المكفوفون لا يرون النهار ولا الضوء، لكنهم يضيئون لنا دروب الحياة والأمل بقوة إيمانهم وإرادتهم.*
*أدمعت عيني وانا أستمع لمعاناة إحدى المكفوفات، بالله عليكم اجيبوني هل مثل هؤلاء الزهرات الجميلات يهملون، هل قست قلوبنا إلى هذا الحد، هل يستحقون ذلك؟*
*مودتي🌹