آخر تحديث :الخميس-14 أغسطس 2025-09:54م

تعز بين وعود العليمي… وفشل المحافظ

الخميس - 07 أغسطس 2025 - الساعة 11:50 ص
غمدان ابواصبع

بقلم: غمدان ابواصبع
- ارشيف الكاتب



في لقاء جمع العميد طارق صالح بعدد من الصحفيين والناشطين في مدينة المخا، تحدث الرجل بحسرة عن أزمة المياه التي تعصف بتعز، وكأنه يعبّر عن ما يهمّش ويُغيب عمدًا في دهاليز السلطة المحلية ومجلس القيادة.


طارق صالح لم يطلق وعودًا، بل طرح سؤالًا بسيطًا:



لماذا يتم إيقاف مشروع مياه ضخم قادر على إنهاءعطش أبناء تعز؟"


المشروع الذي تحدّث عنه قائم فعليًا، تم حفر آباره، ورفع المياه إلى خزان ضخم يحمل اسم "مشروع زايد" لتغذية تعز، إلا أن إدارة المشروع مُنعت من مد أنابيب المياه إلى داخل مركز المدينة، تحت ذرائع سياسية لا علاقة لها بمصلحة الناس، بل بصراعات النفوذ والأنانية الإدارية.


ما حدث بعد اللقاء كان أوضح من كل الكلام:

تم نقل الحاضرين بالحافلات لمعاينة المشروع على أرض الواقع، فكانت الصدمة أن كل شيء جاهز… ما عدا "النية الصافية" من السلطة المحلية.


المحافظ نبيل شمسان لم يكن عاجزًا فقط عن تنفيذ مشروع المياه، بل سعى – كما يقال – إلى إجهاضه، لأنه لا يريد أن تُسجَّل لطارق صالح أي منجزات في المدينة، ولو كان المنجز إنقاذ آلاف من العطش.


وهنا يحق لنا أن نتساءل:

أين وعود الدكتور رشاد العليمي لأبناء تعز؟

ألم يتعهد خلال زيارته للمحافظة بحل أزمة المياه؟

ألم يَعِد بخدمات عاجلة تُنقذ المحافظة من الانهيار؟

مرّ عامان، ولم نرَ إنجازًا واحدًا… فقط وعود تبخّرت قبل أن يجفّ حبرها.


بل المثير للسخرية أن المحافظ شمسان لم يتردد في التواصل مع جماعة الحوثي في الحوبان من أجل استيراد مياه عبر مناطقهم، لكنه في ذات الوقت وضع كل العراقيل أمام مشروع جاهز، فقط لأنه يحمل توقيع طارق صالح.


مشكلة تعز – كما يبدو – ليست في الحرب، بل في العقلية السياسية لمَن يزعمون تمثيلها.

سلطة محلية لا ترى أبناء المحافظة كمواطنين لهم حقوق، بل كأرقام في معادلات الصراع، وقيادة رئاسية تنتمي إلى المحافظة، لكنها تنكرها في كل موقف.


تعز تُدفع دفعًا نحو الإذلال، نحو الإفقار، نحو التهميش الممنهج، فقط ليبقى أهلها بلا صوت، بلا رأي، بلا أثر سياسي.


وإن كانت السلطة ترتعب من أن يظهر طارق صالح بمظهر المنقذ، فلتبادر هي بإنقاذ الناس. فلتنفّذ المشاريع. فلتثبت أنها قادرة على الفعل، لا مجرد الكلام.


لكن الواقع يقول:

أن طارق صالح، وهو خارج السلطة المركزية، قدّم ما لم يقدّمه من هم في قلبها.


والسؤال الأهم:

متى يدرك العليمي وشمسان أن المواطن في تعز لا يشرب الوعود؟ بل يحتاج فقط إلى ماء، وكهرباء، وكرامة؟