آخر تحديث :الإثنين-18 أغسطس 2025-03:14ص

يا بن لزرق ادعُهم! يا رجال الحكمة اتحدوا:

الخميس - 07 أغسطس 2025 - الساعة 09:05 م
أبو الحسنين محسن معيض

بقلم: أبو الحسنين محسن معيض
- ارشيف الكاتب


ليس الإشكال فيما يمارسه الطغاة وجنودهم ضد من يطالبون بحقهم في حياة كريمة وخدمات وافية، فهذا ديدنهم على مر الزمان.

إنما المعضلة الكبرى هي تباين رد فعل الناس عامة، وتفاوت مواقف النشطاء والكتّاب تجاه ما يجري هنا ويحدث هناك.


حين كتب أحدهم يستنكر منع مظاهرة النساء في عدن، رد عليه آخر: "رح مأرب وشوف القمع هناك".

وإن كتب أحد عما يجري في تريم اليوم، فسيرد عليه آخر: "وينكم أيام قمع النساء في عدن".

وإن نشر كاتب عن فساد المسؤول (س)، وعن بلطجة القائد (ص)، فسيرد عليه خصمه: "نسيت ما فعله حقكم (ع) وما عمله قائدكم (ن)".

وهكذا كل يوم، كحال الضرتين.. أنتم.. وأنتم.


الحل أمام هذه الجرائم هو في موقف موحد تجاهها من المجتمع بكافة شرائحه شعبياً، وأطيافه فكرياً، وتوجهاته سياسياً.

صفاً ورأياً جامعاً رافضاً لها. عندها سيتوقف الباغي، ويرتدع المعتدي، وينعدل الميزان.


فهل من أهل حكمة وإيمان يتداعون إلى حلف مثل هذا؟

يضم كل وطني محب لأهله وبلده.. مؤتمري، انتقالي، إصلاحي، ناصري، اشتراكي، وغيرهم من المنظمات والهيئات.

حلف يصدعون فيه بالحق، وينصرون المظلوم المقهور، ويساندون المغلوب على أمره، وينحازون إلى صف المواطن وحقوقه وأمنه وخدماته، وإلى الوطن وسيادة ثروته وقراره وحدوده.


بعيداً عن تأثير الولاء السياسي والفكري الخاص بهم، مع حق كل فرد في حفظ انتمائه الخاص به لنفسه،

ولكن يجب عليه تركه عند بوابة الحلف عند الدخول لمناقشة مستجدات الوضع وما يحتاجه من قرار، دون تشكيك أو تعنيف من أحد.


فأين هم الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه؟

أهل إخلاص وصدق ووفاء وثبات، يلتقون على وثيقة الله وعهده بأن يكونوا معاً صفاً واحداً وكلمة واحدة ضد الفساد والشر والعدوان.

وإنهم معاً موقعون على بيان استنكاره، وحاضرون في الصف الأول عند الدعوة للخروج ضده.


وليت الأقلام المؤثرة تتبنى هذا وتسعى إليه، كالعلم فتحي بن لزرق وأمثاله ممن ينحازون دوماً لصف المواطن المطحون.

فلنبدأ في نبذ التنابز والتعصب المقيت للانتماء الضيق جانباً، تجاه هذه الظواهر البدائية والجرائم العدائية، ولنوحّد الرأي ضدها، كائناً من كان الباغي الطاغي.

ففي ذلك الرأي الصلاح والفلاح.


أبو الحسنين محسن معيض