آخر تحديث :الخميس-04 سبتمبر 2025-01:22ص

نزول الصرف واسعار المواد الغذائية.. وأين الراتب؟!

الجمعة - 08 أغسطس 2025 - الساعة 10:16 ص
صلاح البندق

بقلم: صلاح البندق
- ارشيف الكاتب


في زمنٍ تتهاوى فيه القيم الاقتصادية كما تتهاوى الأرواح المنهكة، نشهد اليوم مشهداً عبثياً لا يمكن لعقلٍ أن يستوعبه. *انخفض سعر الصرف فجأة، وتراجعت أسعار المواد الغذائية بشكل ملحوظ* ، لكن بدل أن يكون ذلك بشرى خير، تحوّل إلى مأساة صامتة. لماذا؟ لأن *الراتب اختفى بلا أثر.. بلا تفسير*.


*ثلاثة أشهر* مرت على موظفي القطاع المدني والعسكري وهم بلا رواتب. ثلاثة أشهر من الانتظار، من الوعود، من الصبر الذي تحوّل إلى قهر. كيف يُطلب من المواطن أن يفرح بانخفاض الأسعار، وهو لا يملك ما يشتري به؟ كيف يُقال له "الأسواق مليئة"، بينما *جيوبه فارغة، وثلاجته خاوية، وأطفاله جائعون؟*


المنطق يقول: إذا انخفضت الأسعار، يجب أن تتحسن حياة الناس. لكن الواقع يقول: *لا قيمة لانخفاض الأسعار إن لم يكن هناك دخل*. لا معنى لانخفاض سعر الرز والزيت والخبز، إن كان المواطن لا يملك ثمن رغيف واحد.


الموظف الذي خدم الدولة سنوات، العسكري الذي سهر على أمن الوطن، كلاهما اليوم *ينتظرون فتاتاً من راتبٍ مفقود*. لا أحد يجيبهم، لا أحد يبرر، لا أحد يعتذر. فقط صمتٌ رسمي، وجوعٌ شعبي، وواقعٌ يزداد قسوة.


فهل يُعقل أن يعيش المواطن في بلدٍ يُقال إنه غني، بينما *يموت من الجوع؟* هل يُعقل أن يُقال له "اصبر"، بينما *أطفاله يبكون من الألم؟*


نحن لا نطلب معجزات، فقط نطلب حقنا. نطلب راتباً نستحقه، نطلب كرامةً وعزة، نطلب وطناً لا يُجوع أهله.