آخر تحديث :السبت-16 أغسطس 2025-07:33ص

بركان عدن

الأحد - 10 أغسطس 2025 - الساعة 03:28 م
عصام مريسي

بقلم: عصام مريسي
- ارشيف الكاتب


ليس بالخبر الجديد أن المدينة التاريخية عدن تقع على فوهة أكبر بركان خامد منذ عصور غابرة ذلك البركان الذي جاء الإخبار عنه في حديث للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في الإخبار عن العلامات التي تسبق يوم القيامة ومنها اندلاع نيران البركان من فوهة عدن.

في ثمانينات القرن الماضي انتشرت الاخبار عن هيجان البركان وعن تصاعد الدخان من فوهة البركان التي كانت عبارة عن تكهنات سياسية وحدس سياسي لواقع الأحداث من قبل بعض المحللين للوضع السياسي في تلك الفترة السياسية بين جناحي الحزب الإشتراكي المنقسم بين يمين ويسار فريق يترأسه علي ناصر محمد وٱخر عبد الفتاح اسماعيل بعد طلب عودته من الإتحاد السوفيتي ؛تلك النبؤة سرعان ما تفجرت وتشابكت الأحداث وأحتدم الخلاف بين الرفاق فتفجر البركان ولكن ليس من فوهة كريتر بل كان الإنفجار وانطلاق شرارته الأولى من ثنايا جبال التواهي لتمتد نحو باقي مديريات عدن في ذلك الوقت دون استثناء ويغرق البركان بحممه عدن وما جاورها ببرك دم الرفاق المتناحرين على شكل الحكم ونوع التوجه السياسي للبلاد.

لم ينطفئ البركان وتخمد حممه بل ظل مستعر تحت الصخور حتى عاود لفظ حممه بإعلان فك الإرتباط في مايو ١٩٩٤م بالإعلان التاريخي الذي أطلقه علي سالم البيض بعد أن رمى كل الرقعة الجنوبية في لهيب بركان صنعاء الذي التهم كل شيء فحصرت عدن بعد اجتياحها من مختلف الجبهات وضيق الخناق وتقادفتها حمم الإنتقام التي دمرت كل جميل في المدينة الراقدة على حمم البركان الخامدة.

وخلال تلك الفترة لم تهدأ الحمم المشتعلة القادمة من الشمال المنتصر بل ظلت ملتهبة من تحت الصخور تحرق الحياة وتدمر البنى حتى تصاعدت حمم الشمال ولكن في هذه المرة من صعدة تريد أن تلتهم عدن وكل الجنوب لكن سرعان ما تصدت لها الحمم فوهة البركان الخامد التي صححت الاوضاع وعدلت من دفة الميزان الذي مال نحو الإنتقاص من الحقوق للجنوبيين.

لكن عدن مازالت تنام في أحضان البراكين الخامدة فهل ٱن لها ان تأمن حممه وتمسك بلجامها وهل يعي القائمين على إدارتها اهمية الإمساك بزمام الأمور وتسوية الأوضاع حتى تبقى الحمم نائمة في مخابيها دون ان تحدث الهلع والقلق وتشعل الضرر الذي قد يشعل كل الجنوب بانطلاق الشرارة من بركان عدن.

عصام مريسي