آخر تحديث :الخميس-14 أغسطس 2025-11:01م

هل ينجح المعمم فيما فشل فيه حاسر الرأس؟!

الإثنين - 11 أغسطس 2025 - الساعة 11:17 ص
منصور بلعيدي

بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب


في ظل الدوامة المزعجة التي يعيشها جنوب اليمن منذ عام 2017م وحتى اليوم، برز عنصر جديد في المشهد السياسي الجنوبي يحاول، ولو ظاهرياً، ضبط إيقاع المشهد الأمني والسياسي المتأرجح بشكل كبير.

وكانت خطواته، رغم بساطتها، ذات طابع إيجابي، لكنها لم تلبي تطلعات الشارع الجنوبي الذي يتطلع إلى حياة أمنية وسياسية واقتصادية مستقرة، إلا أن تلك الأحلام لا تزال بعيدة المنال.

مؤخراً، برز قائد قوات العمالقة، (أحد الجيوش السبعة) في اليمن، وهو الشيخ السلفي عبد الرحمن المحرمي، الذي يُلقب أحياناً بـ"المعمم" لارتدائه العمة دائماً، مما يجعله شكلياً كشيخ سلفي لا كقائد عسكري يملك خبرة السنين.

لكن، لا غرابة في ذلك، فالتدخلات الخارجية، خاصة من التحالف العربي السعودي الإماراتي، لا تفضل القيادات العسكرية المخضرمة، بل تفضل أفراداً مدنيين لا علاقة لهم بالعمل العسكري والأمني، ليتم رفعهم إلى مناصب قيادية كبيرة، رغم انعدام الخبرة والكفاءة أحياناً، وهو ديدنهم الذي بات واضحاً والهدف معروف.!!


المشهد السياسي في جنوب اليمن بدأ يتزحزح، لكن ليس لصالح الشعب الجنوبي، بل لمصالح السعودية التي تسعى لإعادة ضبط "المصنع" الجنوبي، في محاولة غير منظورة لسحب البساط من تحت أقدام عيدروس الزبيدي، الذي فشل في ضبط المشهد السياسي والعسكري والأمني في الجنوب.

ويبدو أن المملكة تحاول إقناع الداعم الأساسي، الإمارات، بزحزحة الزبيدي، لأنها ترى أنه لم يعد قادراً على إدارة الملف الجنوبي بشكل فعال.


وفي سياق ذلك، تعمل المملكة على تنصيب المحرمي، المعمم، ممثلاً لها في الجنوب، ورجلها الأول، وكأنها تتجاهل المجلس الرئاسي الذي،شكلته هي وعلى مقاسها ، أو تراه مجرد ديكور، فالقرارات السيادية الخاصة باليمن تتخذها من جانبها، والمجلس الرئاسي يبدو كصورة لتغييب صورة الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي، الذي يبدو أن مصيره أصبح كمصير البدر، غير واضح المعالم.


ما يثير القلق حقاً هو مدى قدرة السعودية على ضبط إيقاع المشهد العام في الجنوب اليمني، الذي يُسمى زوراً "الاراضي المحررة" التي هي في الحقيقة مسرح للعبة إقليمية ودولية معقدة.

فخطواتها المستجدة لا تبدو جادة، بما فيه الكفاية خاصة فيما يتعلق بتوحيد الجيوش السبعة وتشكيل وزارة دفاع وداخلية حقيقية، كمؤسسات حصرية للدولة، كما هو معمول به في كل دول العالم، بل تبدو خطواتها مرتبكة، تفتقد للرؤية الواضحة.

ومن المعروف عن السعودية، منذ نشأتها، أنها تتدخل لحل الأزمات الإقليمية، لكن غالباً ما تفضي تدخلاتها إلى زيادة تعقيد الأوضاع، بدلاً من حلها، والتجارب السابقة خير شاهد على ذلك.. وافضل تدخلاتهار على الاطلاق هي التزثدخلات الاغاثية فهي تملك عقلية اغاثية بامتياز .


لذلك، لا نرى حتى الآن بارقة أمل حقيقية للشعب اليمني، سواء في الشمال أو الجنوب، في ظل قيادة سعودية تعتبر جزءاً من المشكلة، وليس من الحل.


وفي الختام، نتمنى أن تنجح جهود السعودية هذه المرة في إخراج اليمن من دوامة التجاذبات الإقليمية والدولية، وتحقيق تطلعات الشعب اليمني في حياة كريمة، آمنة، ومستقرة، حتى ولو على حساب مصالحه الاقتصادية والجيوسياسية. نحن نريد منهم، على الأقل، 50% من العدل، وسنكون ممتنين لهم، فالشعب اليمني يستحق أن يُحفظ كرامته، ويُمنح فرصة حقيقية للسلام والتنمية.