آخر تحديث :السبت-16 أغسطس 2025-06:16م

أصبح البقاء فيها على قيد الحياة معجزة .. غزة تودع الصحفي أنس الشريف

الإثنين - 11 أغسطس 2025 - الساعة 09:49 م
حسان عبدالباقي البصيلي

بقلم: حسان عبدالباقي البصيلي
- ارشيف الكاتب


"إن وصلتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي"بهذه الكلمات بدأت الوصية التي تركها مراسل الجزيرة أنس الشريف، الذي اغتاله جيش الاحتلال الإسرائيلي مع زميله محمد قريقع وعدد من المصورين في قطاع غزة مساء أمس، ثلة من الإعلاميين والصحفيين الذين جاهدوا في نقل الحقيقة وبإستشهادهم غابت الصورة والصوت من قطاع غزة،فهم أيقونة الحقيقية وشاهدين على القتل والمجاعة،نقلوا ذلك بالصوت والصورة لعالم عربي وغربي أعمى وأصم وأبكم.




ما يحدث في غزة جرح عميق في قلب الإنسانية،يطرح الكثير من الأسئلة حول غياب دور العالم العربي والإسلامي في حماية سكان هذه المدينة الصغيرة، أو وضع حد لهذه الحرب التي بعد أيام قلائل تكمل عامها الثاني، ما يحدث في غزة من قتل للصحفيين والمدنيين ورجال إسعاف، وأطباء، وباحثي عن مساعدات، في غزة الحياة تزهق والأسر تفقد والأحلام تشرد فالقصف يقتل والجوع يقتل وحتى المساعدات التي يتم رميها جواً تقتل وتهدم الخيام فالموت وحده منتشراً في كل زوايا هذه المدينة فقد تحولت غزة ومدنها وأزقتها وشوارعها ومساجدها ومدارسها ومزارعها إلى أماكن ذكريات لأكثر من سبعون ألف شهيد.



غزة تئن وهي تحت وطأة الموت والجوع،غزة تئن وهي تودع أنس الشريف الذي جاهد في نقل الحقيقة للعالم على مدى أشهر الحرب،ما عسانا نقول؟هل نقول أن العالم صامت؟ام أن الإنسانية قد فقدت،والرحمة قد توارت خوفاً ورعباً من العدوا،أم أن غزة أصبحت منسية والموت ياتي من كل مكان والبقاء على قيد الحياة هو معجزة؟




وقبل المجزرة الجديدة التي تريد إسرئيل إرتكابها بإحتلال كامل لقطاع غزة،وبدعم أمريكي أوربي،وبتواطؤ عربي أرادت إسرائيل باغتيالها مراسلا قناة الجزيرة أنس الشريف، ومحمد قريقع،حجب الصورة،ولجم الصوت،وتغييب الحقيقة وعدم كشفها للعالم، ليتسنى لها إستكمال الإبادة،والإغال في الدم الفلسطيني الذي ينزف خلال عامان،هكذا الواقع الجديد يقول أن من أمن العقاب أساء الأدب،ومن أمن المحاسبة أوغل أكثر وأكثر في الدم الفلسطيني،فكلما كانت ردة الفعل بآرده ومعدومه من قبل المجتمع الدولي، كلما أدركت إسرائيل أن الفرصة قائمة لسحق ما تبقى من مساحات وممارسة مزيد من القتل والتشريد، حتى تصل إلى هدفها المعلن وهو تهجير السكان وتحويل غزة إلى بلده استيطان تابعه لها.