آخر تحديث :الإثنين-15 ديسمبر 2025-05:31م

حضرموت بين حكماء غائبين ومغامرين يجرّونها إلى المجهول

الأربعاء - 13 أغسطس 2025 - الساعة 06:30 م
د. فائز سعيد المنصوري

بقلم: د. فائز سعيد المنصوري
- ارشيف الكاتب


عندما يغيب أهل الخبرة والعقل والبصيرة، يخلو الميدان لمن يفتقرون إلى العلم والفهم. وحين يتصدر المشهد أشخاص لا يمتّون للحكمة ولا للمعرفة بصلة، فإن حضرموت تُقاد حتمًا نحو أيام حالكة السواد، ما لم يُؤخذ على أيدي هؤلاء الذين يسيرون بها إلى المجهول.


أفلا يوجد في حضرموت شخصية جامعة، يتحلّى صاحبها بالعلم والحكمة، والصدق والأمانة، ويجعل مراقبة الله وخشيته نصب عينيه، فيقود سفينتها إلى برّ الأمان؟


إن من يظنّ من أنصار عمرو بن حبريش أنه لا يوجد من هو أكفأ منه لتبنّي مشروع حضرموت السياسي، إنما يخدع نفسه. فمجرد التأمل في أسلوب حديثه وتصرفاته كافٍ لإدراك حقيقة تفكيره.


حضرموت عامرة برجال حكماء، صادقين وأمناء، يمتلكون من العلم والخبرة ما يفوق قدرات شخصٍ يعرقل الخدمات عن أبناء حضرموت، ويسعى لتفكيك نسيجها الاجتماعي، بل ويحاول تشكيل قوة عسكرية لفرض آرائه بالقوة تحت ذريعة المطالبة بالحكم الذاتي؛ بينما الحقيقة أنه يسعى لاختزال حضرموت في شخصه وقبيلته.


واهمٌ — والله — من يظن أن أمثال هؤلاء يمكن أن يكونوا حملة مشروع حضرموت السياسي؛ فهم أول من سيجهز على هذا المشروع بأيديهم. إن المرحلة التي نمرّ بها اليوم ليست مرحلة هرجٍ وفوضى، بل مرحلة علمٍ وتخطيطٍ وبناء، ولا ينهض بها إلا أصحاب الحكمة والرؤية والبصيرة.