منذ انقلاب المليشيات الحوثية على الدولة اليمنية عام 2014م، يعيش الوطن حالة من الفوضى والانهيار الشامل. فقد سيطرت هذه الجماعة بالقوة على مفاصل الدولة، وبدأت منذ ذلك الحين بنهب الثروات الوطنية، وتدمير المؤسسات، والعبث بسيادة البلاد، وكأن الوطن ملك خاص لقياداتها ومشرفيها الذين أصبحوا اليوم من أصحاب الثروات الفاحشة والشركات الضخمة والعقارات الممتدة، بينما يعيش المواطن في مناطق سيطرتهم تحت القهر والجوع والفقر.
لم تكتفِ المليشيا العنصرية بسرقة المال العام، بل تاجرت بالممنوعات والمخدرات، واتخذت من دماء اليمنيين مورداً لتمويل مشروعها الطائفي، حتى أصبح المواطن يعاني ويلات القهر والاستبداد. فالاتاوات تُفرض، والأطفال يُجندون بالقوة، والشباب يُختطفون ويُعتقلون بتهم كيدية، والمواطنون يُذلون بلا رقيب أو حسيب.
لقد تفننت هذه المليشيات في تفخيخ عقول الطلاب بالمناهج والدورات الطائفية، وسعت إلى محو الهوية الوطنية، وتعطيل مؤسسات الدولة، والتسبب في تدمير وإغلاق المطارات والموانئ، مما دفع الكثير من البعثات والشركات والمنظمات والمصارف إلى مغادرة العاصمة صنعاء المغتصبة.
ومع استمرار هذا العبث وتصاعد تلك الجرائم والانتهاكات، لا يبدو في الأفق أي صوت رشيد يوقف هذا الجنون. فهل تفتقر هذه الجماعة لمن يذكرها أن القطار الذي تستقله يتجه نحو نهايته؟ وأن هذا الشعب الذي يئن تحت القهر سيتحول يومًا إلى بركان لا يُبقي ولا يذر؟ إن التاريخ لا يرحم، وما بُني على الظلم لن يدوم، والحرية قادمة لا محالة مهما طال ليل الاستبداد.