في تصريحات له يقول نتنياهو إنه في مهمة تاريخية روحية، ويشعر بارتباط برؤية إسرائيل الكبرى، كاشفا عن نيته في تحقيق الحلم الصهيوني بإقامة دولة إسرائيل الكبرى، وفقا للسرديات التوراتية التي تتحدث عن (أرض الميعاد)، والتي ستشمل في حال تحققها أراضي من سوريا ومصر والأردن والعراق وحتى أطراف الجزيرة العربية.
كان نتنياهو صريحا وهو يتحدث عن الحلم الإسرائيلي، الذي بدأ واقعا في عهد قيادته، حيث باتت تل أبيب على مقربة من تحقيق مشروعها السياسي التوسعي، خصوصا بعد أن استتبت لنتنياهو الكثير من العوامل المهمة التي تمكنه من تنفيذ خطة حكومته في توسعة دولته على خريطتها التوراتية، سيما بعد إسقاط الجيش العربي السوري خط الدفاع العربي الأول في وجه الأطماع الإسرائيلية، والقضاء على المقاومة الإسلامية في قطاع غزة والجنوب اللبناني، وإضعاف الدور السياسي المصري، وإغراق الكثير من بلدان المنطقة في أتون النزاعات العرقية والدينية.
كانت ردود الفعل العربية على تصريحات نتنياهو المستفزة والخطيرة، باردة ولا تتعدى عبارات الاستنكار والاستهجان لما صدر، متهمة الجانب الإسرائيلي برغبته في زعزعة استقرار المنطقة، بالوقت الذي تسارع فيه الكثير من الأنظمة العربية للتطبيع غير المشروط مع الكيان الإسرائيلي، على حساب مصالح وقضايا أمتنا، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وما تقوم به إسرائيل من ممارسات عدائية بحق سكان قطاع غزة منذ أكثر من عام ونصف، وقتلها للآلاف من المدنيين، ومحاولة تهجير سكان القطاع، دون الالتزام بالحد الأدنى من متطلبات القانون الدولي الإنساني، المتعلق بسلامة المدنيين، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية للمحاصرين من جراء تلك الحرب الظالمة.
لا يخفى ذلك الدور العربي المتماهي مع المشروع الإسرائيلي، منذ حصار العراق واجتياحه، ومطالبة الناتو للتدخل في ليبيا، ودعم الجماعات المتطرفة في سوريا حتى إسقاط الدولة السورية، وتصنيف وحصار المقاومة، كل ذلك مهد الطريق لإسرائيل للسيطرة على المزيد من الأراضي العربية، والتعبير علانية عن نيتها في إقامة دولتها المزعومة، على عمق الأرض العربية. فهل يتوقف الموقف العربي الرافض للأطماع الإسرائيلية عند حد عبارات التنديد والاستنكار؟.