آخر تحديث :الجمعة-19 سبتمبر 2025-02:36ص

صحة مودية يا وكيل الصحة.

السبت - 16 أغسطس 2025 - الساعة 04:43 م
عبدالعزيز علي باحشوان

بقلم: عبدالعزيز علي باحشوان
- ارشيف الكاتب


خلال يوليو المنصرم قمت بثلاث زيارات إلى مستشفى مودية مصطحبا روحي العليلة وطفلي المريض، قرأت أحوال الناس في وجوه أطفالهم المنهكون. وشهدت تزاحم الأمهات اللواتي يحملن أثقال فوق أثقالهن في انتظار لقاء الطبيب الإنسان سامح.

ورغم الواقع المؤلم والمرير ومعاناة يبدو أنها لن تنتهي لموظفي مستشفى مودية إلا أنني وجدت الأقسام في تمام الجهوزية، غير أن شحة الإمكانيات شكلت عائقا كبيراً في استيعاب كافة المرضى والمرتادين.

ابن المنطقة الدكتور سامح المستقيم ضميره والمتفاني في عمله يعد ثروة يجب الحفاظ عليها في ظل انعدام خريجي كلية الطب من أبناء المنطقة منذ ثلاثة وعشرون عاماً ويعود ذلك لأسباب ضعف مخرجات التعليم في المديرية.


أخي الوكيل علي الوليدي.

نعلم جميعاً بتعدد التيارات الإسلامية والأحزاب السياسية في منطقتنا وخصوصاً بعد الوحدة اليمنية وذلك ليس خطأً فالتعدد هو سنة الحياة. ولكن وللأسف كان جل اهتمام تلك الأحزاب والتنظيمات هو كسب الولاء مقابل العطاء في تأصيل واضح لنظرية "البقاء للأقوى وليس للاصلح؛ فبُدلت تبعاً لذلك ثقافة التأهيل بثقافة الإقصاء و التهميش للكفاءات واستعصم القوم بأفراد يحملون مؤهل "الولاء و البراء"، فأصبحنا نعيش سيكولوجية المجتمع المقهور مما أضطر المؤهلين علمياً إلى مغادرة المنطقة صوب مدينة عدن.


عزيزي الوكيل، إن الأولى والأجدى لمنطقتنا هو الالتفاف والاحتواء للطبيب سامح وزملائه وترتيب وضعهم ضمن قائمة المنظمات المتاحة لديكم بدلاً من تهميشهم من قبلكم وأدراجكم لأسماء مجهولة من خارج المنطقة منذ سنوات طويلة لا نعرف حتى هذه اللحظة صورهم ولا أسماءهم.

لذلك فأن بقاء الطبيب الوحيد يكابد بمفرده ويحمل أثقالا فوق طاقته، دون النظر إلى الضغوطات الحياتية، يعد تدبيراً ممنهجا هدفه ترحيل آخر ما تبقى لمنطقتنا من الكفاءات الطبية، ولن يبق لدينا سوى سند البلالي وابن العامري.


عزيزي علي الوليدي.

كانت المظاهر السيادية في قريش قبل الإسلام تسعى للوجاهة والشرف من خلال التنافس على السدانة والسقاية والرفادة للوافدين من حر أموالهم.

غير أنه في وقتنا الراهن غلب الطابع القبلي على المصلحة العامة، وما تعانيه المنطقة اليوم ما هو إلا صراع قبلي ولأطماع سلطوية مترجماً بصراع الأفراد على الممتلكات العامة وموارد الدولة، كما هو الحال من قبلكم...

"قرية كوكب" النائية التي لا يتجاوز عدد منازلها مائة منزل ولديها قضايا تمنع الوافدين عنها، ومع ذلك يتم إنشاء مشروع مستوصف طبي بدعم متكامل من الهيئة الكويتية، ويتم اختيار كادر على نهج خالتي وبنت خالتي.


أليس من الأولى اتخاذ مركز الفريض مقراً للمستوصف مع أن المساحة لقبيلة آل وليد وتشكل موقعاً محورياً للمجال الشرقي يحتوي القرى والقبائل جميعها من أهل حسنة وأهل فطحان وأهل عرول وأهل باقطيان وأهل شاجرة والجعادنة والمشايخ وغيرها من العشائر والأفخاذ التي لا يتسع المقام لذكرها. إضافة إلى أن ذلك سيخفف كثيراً من معاناة الحملة العسكرية المتواجدة من ناحية الإسعافات الأولية في حالات الطوارئ.



عزيزي الوكيل كل ما أردته هو تصحيح المسار وأن تعمل بعقلية رجل دولة، كما أن هذه المقالة لا تعد استهدافا شخصيا لك أو لقبيلتك، فقد أشدنا بك وأولاد الفقيد اللواء عبدالله منصور في مواقف سابقة.


تحية تقدير واحترام لمكتب الصحة وإدارة مستشفى مودية للجهود المبذولة رغم شحة الإمكانيات.