آخر تحديث :الثلاثاء-19 أغسطس 2025-11:39ص

صافرات إنذار دون يد إنقاذ غرفة تحكم شبام يجب أن تعود

الإثنين - 18 أغسطس 2025 - الساعة 09:59 م
سالم خراز

بقلم: سالم خراز
- ارشيف الكاتب


ومن واقع مثل حضرمي وين أذنك يااا باليمنى شقع الرأس راح لليسرى

ومثل تعزي يُقال حين تُحل الأمور بطريقة أعوج وهذا تمامًا ما ينطبق على حال مدينة شبام جوهرة حضرموت التي باتت تُدار من خلف الشاشات في مدينة أخرى بينما هي تواجه السيول وحدها .


شبام المدينة التي تُلقب بشيكاغو الصحراء ليست مجرد أبراج طينية شاهقة بل سفينة حضارية أبحرت قبل الميلاد واليوم تتقاذفها أمواج الإهمال منظومة إنذار مبكر متكاملة تم تركيبها بدعم من الشعب الياباني لكن غرفة التحكم نُقلت إلى سيئون بحجة وجود مقر الدفاع المدني هناك المفارقة أن هذا المقر ذاته عجز عن إخماد حريق التهم الحزام الأخضر للمدينة قبل سنوات.


من يدير هذه المنظومة كادر من خارج شبام لا يتحدث بلهجتها ولا يفهم تفاصيلها بل حتى لغة النظام نفسه لا تزال بلغة البلد المصنع دون ترجمة أو تدريب حقيقي إلى اليوم لم يصدر عن هذه المنظومة أي تقرير رصد حول حالة الطقس اليومية أذ انه واضح وكأنها مجرد ديكور تقني لا أكثر .


وفي مشهد لا يُنسى من العام الماضي حين تدفقت السيول في مسيال المدينة قرر سائق شاحنة نقل نفطية أن يقطع الجسر الأرضي وإذا بصوت من سيئون يناديه عبر الجهاز بلهجة تعزية

يااا صاحب البوووزه مالك ارجع ارجع لا تتهور.


لكن السائق حضرمي وقف محتارًا من مصدر الصوت الغريب وإذا به يفقد توازن مدعسة الوقود لتطفأ سيارته وسط الماء فهل هرعت غرفة التحكم لسحب السيارة بالطبع لا ومن سابع المستحيل أن يتحرك من قربه 25 كيلو من أجل أمور لا توجد لديه إمكانية

يا خُوك نحنا حضارم ما بيفتهم كلامك بالله خف علينا من لهجة تعز وخلّي الكلام واضح.


هنا لا نقولها تعصبًا بل من باب الواقعية اللهجة المحلية ليست مجرد كلمات بل مفتاح لفهم الموقف والتصرف بسرعة خاصة في لحظات الطوارئ كما يقول المثل أهل مكة أدرى بشعابها فكيف تُدار مدينة بحجم شبام من مكان بعيد وبكادر لا يعرف تضاريسها ولا لهجتها .


غرفة التحكم يجب أن تعود إلى شبام ويجب أن يُمنح أبناؤها حق الإشراف على منظومتهم فهم الأقدر على قراءة السماء وفهم الأرض والتصرف في اللحظة الحرجة.


شبام لا تحتاج إلى صافرات إنذار فقط بل إلى يد إنقاذ تعرف كيف تُنقذ وتفهم نبض المدينة قبل أن تغرق في الصمت.