بقلم/ محمد سعيد الزعبلي
في الوقت الذي استبشر فيه المواطنون في عدن ومناطق الجنوب بتحسن قيمة العملة المحلية، على أمل أن ينعكس هذا التحسن إيجابًا على الوضع المعيشي وتراجع أسعار السلع الأساسية، لا تزال أسعار الأدوية تسير عكس هذا الاتجاه، في مشهد يدعو للقلق والاستغراب.
لقد لاحظنا جميعًا انخفاضًا نسبيًا في أسعار بعض السلع الغذائية والاستهلاكية، وإن لم يكن الانخفاض بالمستوى المطلوب، إلا أنه يُعدّ خطوة أولى نحو الطريق الصحيح. وكما يقول المثل الشعبي: "مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة". إلا أن ما يُثير الاستياء فعلاً هو أن أسعار الأدوية لم تشهد أي انخفاض، بل على العكس، ما زالت تواصل ارتفاعها بشكل غير مبرر.
ومن باب التوضيح، أذكر مثالًا حيًا من واقع تجربة شخصية. دواء "نوربيون المصري" – وهو أحد الأدوية الضرورية التي كنت أشتريها سابقًا بسعر خمسة آلاف ريال يمني – وصل سعره قبل يومين فقط إلى سبعة آلاف وسبعمائة ريال.
وهنا نطرح سؤالًا مشروعًا:
أين دور الجهات الرقابية؟ وأين نقابة الصيادلة التي يُفترض أن تحمي المواطن من جشع بعض التجار والصيدليات؟
نحن لا نناشد عبثًا، بل نضع أيدينا على موطن الخلل الذي يمس حياة المواطن وصحته بشكل مباشر، ونرفع الصوت عالياً علّه يجد آذانًا مصغية من الجهات المسؤولة، التي نأمل أن تقوم بدورها في ضبط أسعار الأدوية وإخضاعها لرقابة حقيقية، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد.
