آخر تحديث :الخميس-04 سبتمبر 2025-01:22ص

الوحدة بالقوة مقابل الخبز

الإثنين - 25 أغسطس 2025 - الساعة 03:32 م
صلاح البندق

بقلم: صلاح البندق
- ارشيف الكاتب


في زمنٍ تتكالب فيه السياسات على كرامة الإنسان، يُفرض على شعب الجنوب خيارٌ لا يُمكن أن يُسمى خياراً : إما أن ترضى بالوحدة المفروضة، أو تُترك لتجوع، تُهان، وتُنسى.


لقد تحولت الوحدة من حلمٍ إلى كابوس، ومن شعارٍ إلى سوطٍ يُجلد به شعبٌ بأكمله. سياسة " الوحدة بالقوة مقابل الخبز " ليست سوى ابتزازٍ سياسيٍّ مقيت، يُمارس على شعبٍ حرٍّ أبيّ، لا يرضى أن يُساوم على كرامته مقابل لقمةٍ مغموسةٍ بالذل.


التنكيل والتجويع أدوات القهر

وهي على سبيل المثال :

1- *قطع الرواتب*:

لم يعد الموظف الجنوبي يعرف معنى الاستقرار. راتبه الذي كان بالكاد يكفيه، أصبح حلماً مؤجلاً، يُستخدم كورقة ضغط لإخضاعه.

2- *انهيار الخدمات*:

الكهرباء، الماء، الصحة، التعليم... كلها تنهار أمام عينيه، وكأنها تُعاقب على انتمائه الجنوبي.

3- *الاقتصاد المنهار*:

الأسعار ترتفع، العملة تتهاوى، والناس تُكابد يومياً للبقاء على قيد الحياة.

4- *الغلاء المعيشي*:

أصبح شراء الضروريات رفاهية، وأصبح الجوع رفيقاً دائماً في بيوت الجنوب.


*شعب لا يُكسر*

لكن رغم كل هذا، شعب الجنوب لا يُساوم على كرامته. لا يرضى أن يُستعبد بلقمة، ولا أن يُهان باسم الوحدة. الوحدة الحقيقية لا تُفرض بالقوة، بل تُبنى على الاحترام، العدالة، والمساواة.


شعب الجنوب اليوم يُقاوم بصمته، بصبره، وبكرامته. يُقاوم سياسة التجويع والتنكيل، ويُعلن أن الخبز لا يُغني عن الحرية، وأن الوحدة لا تُبنى على أنقاض الكرامة.


*رسالة إلى من يظن أن الجوع يُخضع الشعوب*

نحن شعب الجنوب، لا نُباع في أسواق السياسة، ولا نُشترى بالرواتب. نحن شعبٌ يعرف معنى الأرض، معنى الهوية، ومعنى الكرامة. وإن جُعنا، فلن نُذل. وإن أُنهكنا، فلن نُكسر.


الوحدة التي تُفرض بالقوة، تنهار أمام أول صيحة حرية. أما الشعوب التي تُجوع، فإنها تُولد من جديد، أقوى، أشرس، وأصدق.