آخر تحديث :الإثنين-29 سبتمبر 2025-11:04م

‏مؤامرة الإعاشة ..

الثلاثاء - 26 أغسطس 2025 - الساعة 04:52 م
محمد محمد المسوري

بقلم: محمد محمد المسوري
- ارشيف الكاتب


تترد منذ أيام نغمة جديدة في وسائل التواصل الإجتماعي.

حول موضوع الإعاشة الشهرية التي تصرفها الحكومة اليمنية لمسؤولي الدولة والمناضلين مع الشرعية في كافة المجالات وفي عموم الجبهات المختلفة لمواجهة ميليشيات الحوثي الإرهابية الفارسية.

وزراء برلمان شورى ونواب وزراء وكلاء محافظين سفراء مدراء عموم مشائخ وجهاء مناضلين..الخ

شردهم الحوثي ونهب ممتلكاتهم وأموالهم وحكم عليهم بالإعدام أو بالحبس هم وذويهم.

هؤلاء جميعهم في جبهات مختلفة مع الشرعية.

سياسية عسكرية إقتصادية إعلامية حقوقية محلية وإقليمية ودولية.

مش مرتزقة كما يزعم الحوثة بأنهم يستلموا من دول أخرى.

بل تصرف عليهم الحكومة اليمنية ما يسمى بالإعاشة الشهرية والتي تتأخر عدة أشهر.

وكانت أخر إعاشة صرفت قبل هذه الحملة هي إعاشة شهر ديسمبر ٢٠٢٤م أي قبل ثمانية أشهر.

وليست ١١ مليون كما يزعم البعض.

الإعاشة الشهرية لا تتجاوز أربعة مليون شهرياً.

الحملة ضد الاعاشة..

والتي تغلغلت فيها أيادي ميليشيات الحوثي.

تريد أن تسحب كل هؤلاء العاملين في الشرعية والمناضلين معها إلى أحضان ميليشيات الحوثي.

يريدون قطع المعيشة التي ينفقونها على أنفسهم وأولادهم واسرهم من إيجارات ومدارس وجامعات وعلاج ومصاريف...الخ

لكي يموتوا جوعاً .. ليعودوا إلى الحوثي أذلاء

نعم .. هذا ما يريده الحوثي.

يريد أن يعود الجميع إلى تحت أقدام الحوثي صاغرين أذلاء مدعوسين مهانين.

وتصبح الشرعية وحيدة فعلاً..

نعم..

يريدون أن تصبح الشرعية معزولة حتى ممن يقفوا معها ويناصروها.

ليقول الحوثي..

كل من هو مع الشرعية انسحب وأصبح الجميع معي وأنا الشرعية.

يريدون سحب مجلس النواب بكامله إلى الحوثي.

يريدون سحب الوزراء بكاملهم إلى الحوثي.

يريدون سحب مجلس الشورى بكامله إلى الحوثي.

يريدون سحب القادة بكاملهم إلى الحوثي.

يريدون سحب الإعلاميين إلى الحوثي.

يريدون سحب المناضلين بالكامل إلى الحوثي.

نعم ..

يريدون أن يجعلوهم ينتقلوا إلى الحوثي..

فيقول الحوثي للعالم..

الجميع معي وعندي وأنا الشرعية ولا سواي.

وتنتهي قضيتنا حينها بالكامل.

وينتصر الحوثي بحملة الإعاشة الغبية ممن يقومون بها وهم يشعرون أو لا يشعرون.

أفيقوا..

الناس ضحوا بأموالهم وممتلكاتهم وكل شيئ.

وهم مشردون من أرضهم..

وتربدون أن تخدموا الحوثي بمؤامرة الإعاشة.

كفاكم غباء ..

الإعاشة حق لكل هؤلاء.

مع ضرورة مراجعة الكشف ممن أصبحوا غير مستحقين لها ويجب إيقافها عنهم.

أما القول..

بأن على الجميع أن يعودوا إلى أرض الوطن.

فهذه كلمة حق أريد بها باطل.

فهناك الكثير والكثير لا يستطيعون العودة إلى عدن أو مأرب أو حضرموت أو حتى المهرة.

لأسباب كثيرة.

ومع ذلك..

هم يواصلون أعمالهم في مناطق إقامتهم.

وكثير منهم جبهة كبيرة في مواجهة الحوثي.

عموماً..

أصحاب حملة الإعاشة لا يخدمون إلا الحوثي.

وفي نفس الوقت..

حرفوا مسار الإصلاحات الإقتصادية ومحاربة الفساد التي تقوم بها الحكومة ونتج عنها تعافي العملة اليمنية وإنخفاض الأسعار.

وهناك تمويل لحملة الإعاشة لكي تشغل الناس عن قضايا هامة جداً وتسمح للفاسدين بنهب مليارات.

حملة الإعاشة..

مؤامرة فاشلة لخدمة الحوثي ومنحه الشرعية.

ومؤامرة لحرف مسار الإصلاحات الحكومية.

وأما الإعاشة فهي حق لا يجب أن يمس.

ومن يريد إلغائها فهو يريد إعادة الناس إلى تحت أقدام الحوثي أذلاء صاغرين.

ويصبح الحوثي منفرداً هو الشرعية.

وتصبح الشرعية معزولة تماماً.

المحامي محمد المسوري

٢٦ أغسطس ٢٠٢٥م