اذا نظرنا إلى واقع البلاد وما تعيشه من انهيار ممنهج في الخدمات، فلن نجد تفسير عقلانيا لهذا التدهور سوى أن هناك منظومة فاشلة تتغذى على معاناة الناس. الخدمات تنهار واحدة تلو الأخرى، بينما تصرف ملايين الدولارات في الخارج لمسؤولين غابت وجوههم عن الداخل، وحضرت أسماؤهم فقط في كشوف مالية لا يعرف الشعب عنها شيئاً،
سنوات يتدفق المال من عهد بن دغر إلى معين، ومن حكومة إلى أخرى، ولا شيء يتغير سوى أرقام المبالغ المتزايدة وألاسماء التي تتوسع في كل فترة تحت ذريعة الشرعية تحولت إلى عبء ثقيل على حاضر ومستقبل الوطن.
بربكم باي منطق تمنح لهم هذه الأموال؟ وماذا قدموا؟ وعلى أي مقياس تقاس احقيتهم؟
شعب باكمله يطلب منه الصبر والتضحية، بينما تهدر أموال الدعم الدولي والموارد المحلية في فنادق وعواصم لا تعرف شيئًا عن نضال المواطنين المنقطعة رواتبهم.
هذه حقيقة الشرعية لم تكن يومًا مشروع دولة، بل مشروع تقوده عصابة مصالح ولوبي سياسي واقتصادي لا يعمل لصالح الوطن بل على حسابه.
اليوم الشعب أمام لحظة محورية، إما أن يكسر حاجز الصمت ويواجه هذا العبث، أو يستسلم لصمت سيكون ثمنه كرامة شعب بأكمله.
