بعد رفع الإضراب من قبل نقابة المعلمين بات بدء العام الدراسي الجديد قاب قوسين أو أدنى مع كل العوائق والصعوبات التي تعترض الأعوام الدراسية السابقة دون تقديم للحلول والمساعدات التي ترفع تلك الموانع من انطلاق عام دراسي ناجح بكل المعايير.
لازالت كثير من الأسر عاجزة عن تجهيز أولادهم بما يحتاجونه من مواد مدرسية وأدوات التعليم والملابس مع تأخر رواتب الموظفين لثلاثة أشهر على التوالي.
ولازالت كثير من المدارس الحكومية غير قادرة على تجهيز المدارس بما ينقصها م طواقم تعليمية وكتب وصيانة التوصيلات الكهربائية وبعض القصور في البنية التحتية للمدارس وانقطاع الكهرباء المتواصل الذي قد يستمر لزمن اليوم المدرسي كاملا.
ويالمقابل تعجز إدارة التربية في المديريات والمحافظة في تغطية احتياجات المدارس مما تتطلبه من النواقص والأحتياجات التي تعتبر من ضروريات انطلاق العملية التعليمية والتربوية.
مع كل تلك المعوقات سينطلق العام الدراسي وسيحاول المعلم في الميدان رغم معاناته أن يضفي على العملية التعليمة والتربوية روح تجعل الحياة تدب وتسري في الشرايين المشوبة بالعقد والشوائب لإن المعلم لم يكن الإضراب مقصده وغايته وإنما كان وسيلة قانونية ومشروعة لتحقيق مطالبه القانونية والمشروعة والذي تحقيقها يصب في انعاش العمل التربوي والتعليمي .
مازال المعلم يقدم التنازلات في مقابل القصور والتجاهل الحكومي لحقوقه ويقبل نحو بدء العمل بروح وطنية ومسؤولية إنسانية في ظل تأخر راتبه لشهرين متتاليين وكثرة مطالبه تجاه نفسه واسرته ولكنه وضع احتياجاته خلفه متناسيا او مؤجلا لها واقبل نحو تنفيذ واجباته ليس من منطلق الضغط الإجتماعي والإعلامي ولكن من منطلق الواجب والأخلاق رغم كل ما يتعرض له من قهر وتجاهل وإبتلاع لحقوقه وهضمها لأعوام عديدة من قبل جهات كان حريا بها أن تقف إلى جانب المعلم كون اعطاء الحقوق الدستورية والقانونية مناطا بها لا أن تقف عقبة في وجه الحقوق والمطالب العادلة للمعلم الذي بتقديمها وافية غير منقوص سيزيد من وثيرة العمل فكلما أحس المعلم بالأستقرار سينعكس ذلك في ميدان العمل لا محالة.
سيقف المعلم في مقدمة الصفوف يحيي العلم ويردد النشيد بصوت جهوري بمعية التلاميذ ويقف بين تلاميذه رغم الإنكسارات رافعا رأسه يعلم ويربي مسلوب الحقوق لكن في عينيه نحو الأفق البعيد يوما ستنتصر الإرادة وتستعاد الحقوق الضائعة والمنهوبة تحت شعارات واهية عدم القدرة والعجز في حين يعبث بالمقدرات والثروات لمن لا يستحقونها.
عصام مريسي