عاد بعد انقطاع اضطرارياً ، عاد ولكن بأي شكل وتحت أي مظلة وسقف ستكون العودة ، فبين معلم منهك متعب ، لا يقوى على النهوض مجدداً ، بالكاد يحمل " قلما ً " ، وبشق الأنفاس يلتقط أنفاسه الأخيرة للحياة المعيشية والاقتصادية الصعبة ، ستكون اولى عودت العام الدراسي الجديد .
عودة غير حميدة بالنسبة للمعلم ، الذي سيضع اقدامة المتعبة المتعثرة في أول درجة من درجات العام الدراسي ، وهو يكتوى بنار الانتظار وهوس المحبين مخاطباً الراتب المنقطع الذي يدخل شهره الثلاث على التوالي :" طولت الغيبة يا اعز الاحباب " ، ولكن دون جدوى أو صدى يرد الصوت .
عودة عام دراسي فاقد كل مقومات الحياة التعليمية ، ويصارع أنفاس الموت السريري بين حافز محافظ في علم الغيب وراتب يشيع جثمانه الطاهر إلى مثواه الأخير .
عودة يدخلها المعلم إجباريا بلا طعم ولا رائحة ولا مذاق ، أشبة إلى الطعام بلا ملح ، والشاهي العدني بلا سكر .
بأي حال عدت يا عامنا الدراسي ، بكرامة مهدورة وحقوق مسلوبة وحكومة إذن من طين واذن أخرى من عجين .
بأي حال عدت والمعلم على جمر الظلم والجور والضيم والاضطهاد يتقلب ، فلا جدوى ولا فائدة من عودة الجسد بلا روح .