آخر تحديث :الأربعاء-03 سبتمبر 2025-02:24ص

هذا هو الحال يارسول الله

الأحد - 31 أغسطس 2025 - الساعة 12:59 م
د. عوض احمد العلقمي

بقلم: د. عوض احمد العلقمي
- ارشيف الكاتب


اعلم يارسول الله ، يا محمد بن عبد الله أن أمتك التي صنعت طلائعها ، بصبر منك ، وبتوفيق من الله ، زرعت فيها قيم الإسلام النبيلة ، وتعاليمه السمحة ، جعلتها على جادة الصواب تبدأ خطواتها ، على الصراط المستقيم أقمت منهجها ، وعلى الأخلاق الفاضلة سطرت تعاملاتها ، جعلت الجهاد ذروة أمرها ، ونشر العدل هو ما يميزها ، استعادة الحقوق والانتصار للمظلومين بغيتها ، كنت مثالا لأمتك إذ تحملت جور الحصار ، وتكبدت معاناة التجويع في شعب أبي طالب حين تكالبت عليك الأعداء ، وانفك عنك الكثير من الأهل والأقرباء ؛ ليثنوك عن الحق لكنك لم تنثن ، وكنت درسا عظيما لأحرار العرب والإسلام يوم اجتزأ المنافقون الكثير من جيشك ؛ ليثنوك عن مواجهة الأعداء في جبل أحد لكنك لم تنثن ، وكنت المثال الأعظم يوم بدر الكبرى ؛ إذ قررت المواجهة بالقلة القليلة من العدد والعتاد أو من الرجال والسلاح ، بإرادة لاتلين ، وصمود منقطع النظير ، فكان النصر حتما حليفك .


اعلم يارسول الله أن أمتك التي بنيتها ذلك البناء المتين ، وصنعتها على ذلك المنهج القويم الرصين ، قد أنجبت الكثير ممن يقبل الذل المهين ، ويسلك السلوك المعيب المشين ، انبطحوا أمام زحف الأعداء ، وتآمروا على الأحرار والرفقاء ، تقاعسوا عن نصرة الشيوخ والضعفاء ، ولم يستجيبوا لصرخات الأطفال والنساء ، ليس ذلك وحسب ، بل تركوا الأعداء تنفرد بمن تبقى من المجاهدين النبلاء ، واصطفوا في خندق الأعداء والخونة والعملاء . لاحول ولاقوة إلا بالله ، وصلى الله وسلم وبارك عليك يا سيدي يارسول الله .