في مديرية الشيخ عثمان

كلما أطلقت بصرك وأنت تتجول في فيحاء عدن الواسعة التي ضمت أقدم الأحياء والتجمعات السكانية التي تعود لعشرينات القرن الماضي والتي أنشيئت في فترة تواجد الإحتلال البريطاني لعدن ومدن الجنوب العربي هذه المديرية التي كانت حسب التصنيف الإداري إلى ماقبل الوحدودة وبعدها ببرهة وجيزة هي إحدى أحياء مديرية الشعب بل هي أكبر الأحياء واقدمها وأكثرها لعدد السكان حيث حوت الأسواق الشعبية التي يقصدها كثير من المواطنين من مديريات واحياء عدن والمحافظات القريبة ومن جل أعلامها مسجد النور الذي يقع في قلب المدينة التي تعج بالحركة ليل نهار ومسجد الهاشمي وفي ضواحيها مسجد العثماني ومن أحياءها القديمة المحيطة بها حي السيلة الذي يعد سوق للجملة وحي شعبي ومركز لتجمع وسائل النقل التقليدية القديمة عربات الجمال والحمير وحي الممدارة والمحاريق واشتهرت بتواجد أسواق للطيور وأخرى للماشية حتى أقيمت الأحياء والتجمعات السكانية الجديدة عمر المختار وحي السنافر وتوسع العمران في الأحياء القديمة التي تعد بعض الاماكن فيها أعلام تاريخية تم بناؤها قبل ما يقرب من القرن كمدرسة نور حيدر سابقا مدرسة البنات التي مازالت تحتفظ بشكلها العمراني القديم الموافق لطراز البناء في ذلك العهد من الطوب والحجر والطين والابواب والنوافذ الخشبية بقمريات مصنوعة من الخشب ومحلاه بالزجاج حيث هو كان هو طابع البناء لكل المباني والمنشاءات التي تعود لتلك الحقبة التاريخية ومشفى عفارة الذي رغم العبث الذي طاله والأهمال الذي لحق به وهو صرح مازال ينادي من يحافظ على طابع وقالب البناء الذي يعبر عن مرحلة من تاريخ المدينة التي طال معظم مرافقها القديمة التخريب والسطو والاقتحام وطمس كثير من ملامح تاريخ المدينة .

المدينة التي كانت تسورها بعض المزارع التي تحولت إلى احياء عشوائية على مرأى ومسمع من قيادات تغاضت عم يحصل من اجتياح همجي لتاريخ مدينة تطمسه وتدوسة اقدام وأيدي عابثة.

ولا ننسى حديقة حيوانات بستان عبد المجيد الذي كان متنفس شبه مجاني يحوي حيوانات نادرة من البيئة اليمنية والعالمية الذي تحول إلى مرتع للعابثين تعبث بأراضيها وتستثمرها من خلال إقامة العمران على تلك الأرض وذلك المتنفس.

الشيخ عثمان كانت حاضرة لتجمع الأدباء والشعراء والمفكرين والباحثين والفنانين والمطربين في تجمع مقايلها بما يشبه اليوم الأندية الثقافية والرياضية حيث كان يطلق عليها المبارز التي يتبارز فيها كل اصحاب المواهب في عرض مواهبهم.

مديرية الشيخ عثمان التي انجبت كثير من الأدباء والسياسين والرياضين مازالت حبلى بالكثير من المواهب المشعة والتي تحتاج للدعم للبروز وإعادة تاريخ المدينة التاريخية.

رغم ما أصابها من الإجتياح العشوائي هناك اليوم مساعي من قيادة المديرية بقيادة المأمور وسام معاوية بإعادة الإهتمام بإزاحة العشوائية وتنظيم الأسواق والإشراف على الحياة التجارية والإقتصادية ومتابعة الفساد في بعض المرافق المتواجدة في المديرية واستبعاد العناصر الفاسدة سواء من الموظفين او التجار بما يخدم مصلحة المواطن والمديرية .

ومازالت مساعي قيادة المديرية تتوالى في تهيئة المدارس والمشافي الحكومية لتقدم خدمات ايجابية لمواطني المديرية.

مديرية الشيخ عثمان هي قبلة من يبحث عن تاريخ مدينة همشته وطمسته العشوائية ورغبة الإستحواذ على مقدرات واراضي المديرية لصالح حفنة من المتنفذين.

عصام مريسي