السؤال هو مالفائدة التي جنيناها من نزول سعر الصرف؟!
في تلك اللحظات ارتفعت حمى الأمل و نحن نرى الحراب و السيوف مشرعة لمحاربة الظلم و الفساد و الغلاء
وكثر المطبلين و دقت الدفوف كلً يعظم سيده و حزبه و توجهه ويرجع الفضل في ماحدث لسيده...
ولكن ماذا حدث بعدها؟!
مرت الإيام..
الاسعار هبطت بشكل لا يتناسب و لا يترجم ماحدث
بل أن طبقة و شريحة جديدة من الناس سُحبت إلى تحت خط الفقر
هؤلاء هم من كانوا يستلمون الحوالات من اهاليهم المغتربين في الخارج
وكذلك من كانوا يستلمون رواتبهم بالعملة الأجنبية
هؤلاء أصابهم الضرر الأكبر ايضاً
و كان الأمر ربما يخفف عليهم إن كان في تحملهم الاضرار فائدة لباقي اخوانهم المسحوقين من قبلهم
و ربما كان عشمهم أن ترافق إنخفاض الاسعار مع هبوط سعر الصرف سيقلل من الأضرار و لكن ذلك لم يحدث..
مالذي حدث إذاً ؟
حقيقية لا شيء
أصحاب الإعاشة الغير قانونية استلموا اعاشتهم
الرواتب الواجبة على الحكومة لم تدفع للموظفين لشهر اخر
الكهرباء صارت في أسوء صورة لها تجاوزت الاثنى عشر ساعة ولا أفق لحلها
الغلاء مستمر و لا احد يكترث بقرارات دولة لا تملك مخالب و لا انياب بل إنها هي ام الفساد
حتى أجور الموصلات لم تخفض و لا رقيب عليها
لكن الأمور الواضحة لنا حتى الآن
أن ما تم ما هو إلا جرعة تخديرية محترفة و حيلة إحتواء خبيثة للغضب الذي دب في كل القلوب وكسر التمرد الذي كبر في انفس الناس بغية إعادتنا مرة أخرى إلى السبات بعد أن كادت عاصفة الإحتجاجات أن تعم كل الشوارع حين أصاب الضرر كل فرد في كل منزل منزل و بعد أن توج الغضب بخروج النساء
وبعد أن أصبحنا على مقربة من إجتثاث كل قلاع الفساد والظلم والذلة..
والله المستعان
نبيل محمد العمودي