آخر تحديث :الجمعة-19 ديسمبر 2025-05:43م

الوطن بين سبورة المعلم وحسابات الفاسدين

الخميس - 11 سبتمبر 2025 - الساعة 10:17 ص
محمد بن عقيل

بقلم: محمد بن عقيل
- ارشيف الكاتب


كتب / محمد بن عقيل


في هذا الوطن البائس يعيش المعلم والمربي حالة استثنائية من الصبر والتضحية، المعلم الذي علم الاجيال الحروف والارقام والقيم والاخلاق يجد نفسه اليوم بلا راتب منذ اشهر يقف امام طابور الخبز يسأل هل فيه دين هل فيه قرض بينما السياسي الفاسد يتمشى في شوارع العواصم يرتدي بدلته الفاخرة ويحسب اعاشته بالدولار


المعلم صاحب الطبشور المغبّر هو الذي علم ذلك الفاسد كيف يكتب اسمه على العقود والصفقات وهو الذي علمه كيف يجمع ويطرح لكنه لم يتوقع ان يتعلم هذا التلميذ الخائن ان يطرح حقوقه ويجمع لنفسه ملايين الدولارات، المعلم يقف على باب المدرسة يفكر كيف يسدد فاتورة الماء بينما الفاسد يقف على باب الكازينو في الخارج يفكر كم سيخسر في لعبة قمار


يا سادة هذه ليست عدالة هذا مسرح عبثي يشبه الكوميديا السوداء، معلم يموت من الجوع وفاسد يعيش من الشبع، معلم ينتظر راتبه مثل انتظار الغريق لقشة، وفاسد يستلم اعاشته بالدولار مثل ساعة سويسرية لا تتوقف


الحل ليس مستحيلا الحل بسيط وواضح ان يخرج الشعب كاملا في كل المحافظات رافعين لافتات تقول كفى ايها الفاسدون اوقفوا الاعاشة الشهرية التي تنهب من قوتنا، حاسبوا كل من وقع وسمح واجاز! الشعب اذا خرج بالالاف ستنقلب المعادلة سيخاف كل فاسد وسيعرف المجتمع الدولي ان اللعبة انتهت


تخيلوا المشهد! الفاسد الذي كان يجلس في فندق خمس نجوم يتناول ماالد وطاب سيسمع هدير الشارع وسيحزم حقائبه بسرعة وسنراه في المطارات يركض مثل فأر مذعور لا يعرف الى اين يهرب بينما الشعب يهتف في الشوارع من اجل كرامة الشعب والمعلم والفقير


المعلم الذي حمل رسالة التربية والتعليم يستحق راتبه قبل ان يحصل الفاسد على اعاشته، المربية التي علمت الطفلة كيف تنطق الحروف تستحق قوت يومها قبل ان ينعم الفاسد بمائدة عامرة في الخارج، اذا لم يخرج الشعب ويهتف بصوت واحد فلن يتغير شيء وسنظل نشاهد الفاسدين يكتبون فصول مسرحيتهم بينما المربي الحقيقي يكتب على السبورة بيد ويرفع الاخرى للسماء طالبا رزقه


الخلاصة واضحة المعلم والمربي هو اساس بناء الاوطان هو من يصنع الاجيال، اما الفاسد هو من يهدم الاوطان ويبدد الاجيال، اذا لم نقف مع المعلم فسنقف على اطلال وطن باعه الفاسدون بالدولار