آخر تحديث :Thu-18 Sep 2025-10:30PM

توقُّف المرتّبات .. موتٌ بطيء

الخميس - 18 سبتمبر 2025 - الساعة 12:01 م
احمد محمود السلامي

بقلم: احمد محمود السلامي
- ارشيف الكاتب


/ أحمد محمود السلامي .


بكل ألم ، نكتب عن واقعٍ يعيشه كثير من الموظفين اليوم؛ واقعٌ لا يُحتمل ولا يُطاق.ثلاثة أشهر مرّت، والرواتب منقطعة، والموظفون بلا دخل، وكأنهم مجرد أرقام تُذكر في السجلات، ولا أحد يلتفت لمعاناتهم. بدأت أبواب العيش تُغلق في وجوهنا، بلا رحمة ولا تفهّم. البقالات، والمحلات، والصيدليات لم تعد تقبل الشراء بالدَّين، حتى أفران الخبز – التي كانت آخر ملاذ للفقراء – أوقفت البيع الآجل.نعم، دعم الأهل و الأبناء من هنا وهناك يُسهم في شيء من التخفيف، لكنه لا يكفي؛ فهم أيضاً لديهم التزامات لا تنتظر.

كل شهر يمر، تتراكم الديون، وتتزايد الالتزامات، وتتراجع القدرة على الصبر والتحمُّل. ومع كل هذا، يُطلب من الموظف أن يعمل، وأن يداوم يومياً، وأن يدفع أجرة المواصلات، وكأن الأمور تسير بشكل طبيعي.

خذوا المعلمين والمعلمات مثالاً: يذهبون إلى مدارسهم ليبنوا الأجيال ويغرسوا القيم، وهم في داخلهم ينهارون بصمت. يبتسمون لأبنائنا، ويكتمون وجعهم، كي لا ينهار الصفّ كله .

يا شرعية، ويا انتقالي، ويا حكومة... خذوا المناصب والمكاسب، بس خلّوا لنا الرواتب!