آخر تحديث :الأحد-02 نوفمبر 2025-01:24م

المحافظ عوض بن الوزير.. ماذا قدم لشبوة وماذا ينبغي عليه ؟!

الأربعاء - 01 أكتوبر 2025 - الساعة 10:23 م
عبدالله الضريبي

بقلم: عبدالله الضريبي
- ارشيف الكاتب


إن الحديث عن شخصية إعتبارية بحجم ومكانة محافظ محافظة شبوة الشيخ عوض محمد ابن الوزير امر يحتاج الى مزيد من الجهد والتفاصيل التي قد يتعذر الإلمام بكل جوانبها في هذه العجالة نظرا لمكانة الرجل كشخصية إعتبارية مرموقة وواجهة إجتماعية ومشيخية وبرلمانية وسياسية تجاوزت بمكانتها وتأثيراتها حدود المحافظة والوطن الى جوارنا العربي .

وللخروج من هذا الامتحان الصعب ساكتفي بالحديث فقط عن الشيخ عوض الوزير كمحافظ لشبوة التي تسنًم مقاليدها في وقت استثنائي عصيب نظرا لموقعها في قلب الاحداث الملتهبة وما كانت تعانيه حينها من تصدعات عميقة وصدامات دامية، ورغم ذلك فقد تمكن من تجاوز تلك التحديات المركبة والعوائق بحكمة وصبر وإرادة إستحضر معها كل عوامل النجاح وسخرها لخدمة ابناء المحافظة .


اقول هذا ليس مجاملة او ترفا ولا تزلفا ولكن كلمة حق في رجل خدم الناس بامانة وصدق وإخلاص وعمل بنكران ذات وصمت لم نعهده في اسلافه وأقرانه المسئولين على مستوى اليمن الحبيب ،فتوجب علينا الاشادة بدوره ولو بهذه الكلمات المتواضعة التي قد لاتعطيه حقه من التقدير والثناء.


لاشك ان هناك مشاريع استراتيجية كبيرة تم انجازها في شبوة في عهد ابن الوزير سأذكر بعضها هُنا ولكنني سوف ابدأ بالاشارة إلى قيام الشيخ ابن الوزير بحل قضية القتل التي كانت عالقة بين قبيلة خليفة في شبوة وقبيلة المراقشة عبيدة في مأرب والتي كانت حتى منتصف شهر سبتمبر الفائت 2025م كابوسا مزعجا يؤرق ليس القبيلتين فحسب بل المحافظتين وقد تجر الجميع لموجة من العنف والعنف المضاد لاسمح الله ، ولعمري إن قيام المحافظ ابن الوزير بحل هذه القضية بطريقة ودية قد عمل على حقن الدماء وتضميد الجراح وتاليف القلوب، فطويت صفحة قاتمة من الشقاق والتخندق والتمترس بين الإخوة فعادت وشائج ذوي القربى اكثر قوة وتماسكا بين ابناء محافظتينا ( شبوة ومارب) ، وهذا الموقف الانساني المسئول للاخ المحافظ لم يأتِ من فراغ بل ترجمة حقيقية لمكانته ولجهوده الصادقة في إحلال الامن والاستقرار والسكينة والسلام في المحافظة التي شهدت في عهده استقرارا امنيا غير مسبوق ففُتحت ابواب الامل على مصراعيها للبناء والتطوير وإقامة المشاريع التنموية والاقتصادية والخدمية في المحافظة.


وبالتالي شاهدنا إنشاء وتدشين عدد غير قليل من المشاريع الخدمية ومنها إعادة فتح مكتب الخطوط الجوية اليمنية وتشغيل الرحلات الجوية في مطار عتق الدولي الذي يجري حاليا توسيع مدرجه بطول اثنين كيلو وتسعمائة متر مربع وعرض خمسين مترا باعتباره من اهم واجهات البلد ناهيكم عن تسهيل تنقلات المواطن داخليا وخارجيا .

وشاهدنا ايضا بناء المدارس الجديدة النموذجية في المحافظة ومنها مدرسة الشهيد البحري النموذجية في مديرية بيحان (18 فصلا دراسيا) مع المرافق التابعة لها) ومدرسة النقوب الاساسية والثانوية في مديرية نصاب ( 12 فصلا) والتي تم افتتاحها مؤخرا وغيرها من المدارس والمعاهد التي تم إنشاءها وافتتاحها او إعادة ترميمها .


وشاهدنا مشاريع المياه والصرف الصحي في عاصمة المحافظة وبعض المديريات التابعة لها، وكذا التوسع في مشاريع مياه الريف في عدد من المديريات .

اما في مجال الكهرباء فقد عمل الشيخ عوض ابن الوزير على تعزيز مصادر الطاقة الكهربائية في عاصمة المحافظة (عتق) بالطاقة المتجددة ( الطاقة الشمسية) بقوة 55ميجا وات وقد دخلت الخدمة مؤخرا ناهيكم عن توفير الديزل لتشغيل المولدات في بعض المديريات، غير أن واقع حال المواطن يشير الى وجود عجزا واضحا في توفير الطاقة الكهربائية في بعض المديريات وهذا الامر نضعه على مكتب الشيخ عوض الوزير ليجعله ضمن اولوياته في المرحلة المقبلة ..


كما شاهدنا ايضا تطوير العديد من المستشفيات والمراكز الصحية والامومة والطفولة ومنها تطوير الخدمات في مستشفى شبوة وتحديث وتوسيع عمل بنك الدم في المستشفى وغيرها من الخدمات التي تقدمها المستشفى للمواطن الكريم..

وفي مجال الاستثمار الذي جاء بسبب استتباب الحالة الامنية في المحافظة، شاهدنا عددِ من المشاريع النوعية ومنها إعادة تشغيل منتزه عتق الاولومبي الرياضي ،وافتتاح شركة عالم السيارات الحديثة التي تعد من اكبر المشاريع الاستثمارية في المحافظة .


ولاتفوتني الإشارة إلى توجيهات المحافظ باعادة ترميم وتأثيث معظم اقسام الشرطة والمناطق الامنبة في عاصمة المحافظة والمديريات وتأهيل الكوادر العاملة فيها لضمان تحسين جودة العمل وضبط الجريمة وحماية المواطن .

ما ذكرته آنفا لم تكن إلا إشارة عابرة لحجم المشاريع ونوعيتها والتي تم إقامتها في شبوة في فترة تَسَنُم الشيخ عوض ابن الوزير قيادة المحافظة رغم نقص الامكانات المحلية والمركزية ، غير أن حنكة ونزاهة وحسن تدبير المحافظ مهد الطريق لقيام مثل تلك المشاريع ،الامر الذي يُحتم علينا الاشادة بجهوده الخلاقة التي حولت عوامل الفشل الى نقاط قوة وسُبل نجاح ووسيلة للعمل المثمر وذلك عملا بالقول المأثور (( من لايشكر الناس لايشكر الله)) .


*اختم فأقول*: هناك مشاريع استراتيجية كبيرة تم إنشاءها في المحافظة لخدمة المواطن في طول وعرض المحافظة غير ان هذا لايعني أننا قد وصلنا الى مرحلة الكمال او الاكتفاء من المشاريع الخدمية ، فعلى سبيل المثال نجد مديرية بيحان لازالت بحاجة وبشكل ملح لايقبل التأخير لمشروع الكهرباء الغازية الذي كان المحافظ قد تخاطب مع الجهات المعنية في الحكومة بضرورة اعتمادها والإسراع في تشغيلها لاسيما بعد ان تم إجراء الدراسات المطلوبة اللازمة لإنشاءها ولكن بكل اسف فإن هذا الطموح المشروع والحق المكفول تحول الى حلم يراود جميع ابناء بيحان سيما في ساعات الليل الطويلة الحالكة السواد إذ لم نر نور الغازية حتى اليوم لأسباب لايعلمها إلا الراسخون في فك شفرة التعقيدات الروتينية والاهمال المقيت الذي اصاب الجهات المعنية في حكومتنا الرشيدة التي تماطل في تنفيذ مشروع الكهرباء الغازية ،ولم تعتمد المبالغ الكافية لشراء مادة الديزل لتشغيل المولدات الكهربائية الموجودة في بيحان رغم عجز هذه المولدات عن تغطية زيادة الطلب على الكهرباء نظرا للتوسع العمراني المتزايد يوما عن يوم في بيحان..


ولاننسى أن نُذَكِر الأخ المحافظ عوض ابن الوزير بوعوده وتوجيهاته حين زار المديرية في وقت سابق بتوسعة عيادات الطوارئ في مستشفى الدفيعة بيحان وايضا توجيهاته بتوسعة عمل مركز الغسيل الكلوي وبنك الدم في هذه المستشفى التي شهدت خلال الفترة الاخيرة تطورات ملموسة في خدماتها رغم زيادة مرتاديها من المرضى من داخل بيحان وشبوة بل والمحافظات المجاورة.


*وهنا نقول للمحافظ الانسان* كم نحن بحاجة إلى تنفيذ تلك التوجيهات وإيلاء مديريات بيحان مزيد من الاهتمام في المشاريع الخدمية ومنها مشاريع الطرقات الازفلتية والمعبدة التي اصبحت متهالكة وبحاجة ماسة لإعادة تأهيلها باعتبارها شريان الحياة الذي يربط بين عزل بيحان من جهة ويربطها ببقية مديريات المحافظة من جهة اخرى.

وفق الله المحافظ الفاضل عوض محمد بن الوزير وسدد خطاه لخدمة ابناء المحافظة والوطن بشكل عام.