آخر تحديث :الإثنين-03 نوفمبر 2025-12:34ص

نفذ ثم ناقش .. هنا يكمن الخطر الجدي على قضية فلسطين

الخميس - 02 أكتوبر 2025 - الساعة 07:17 م
صالح شائف

بقلم: صالح شائف
- ارشيف الكاتب


أولا - لسنا هنا في وارد تفنيد محتوى وأهداف - خارطة ترامب / نتنياهو - المعلنة منها والمخفية وراء العناوين الغامضة والتفاصيل المشحونة بالمفاجآت؛ فهذا أمر يعني الفلسطينيين أولا فهم أصحاب الحق والقضية؛ ومن يقف معهم داعما ومناصرا ومدافعا عن حقهم وحقوقهم بكل تأكيد.

غير أن ما يعنينا هنا هو التنبيه لخطورة التعاطي الإيجابي والمؤيد لهكذا خطة دون التوقف عند كل بند من بنودها؛ وقبل الإستماع لرأي وملاحظات وموقف الجانب الفلسطيني بشكل عام وليس لرأي وموقف حماس وحدها.

ثانيا - أتى هذا الموقف الأمريكي وكأنه تدخل ( عادل ) لحل قضية الشعب الفلسطيني؛ تحت ضغط موجة الإعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية؛ لا ليمثل إستجابة للموقف العالمي المؤيد لحق الشعب الفلسطيني في أرضه واقامة دولته ووفقا لقرارات الشرعية الدولية؛ بل إلتفافا عليها ومحاولة لكسر حالة العزلة شبه التامة التي فرضها الرأي العام العالمي على الكيان الإسرائيلي اللقيط.

ثالثا - تأييد أمريكا المطلق لإسرائيل وبكل ما تمثله من خروج فاضح ووقح عن كل القوانين الدولية؛ وبما تقوم به من غطرسة وعدوان سافر على دول وشعوب المنطقة؛ بغية توسيع سيطرتها؛ أملا بتحقيق حلمها ( التوراتي ) المزعوم بإقامة دولة إسرائيل الكبرى - من النهر إلى البحر.

فإنما يعني ذلك وبكل وضوح بأن إسرائيل لن تتغير؛ وستبقى كما كانت عليه قبل 29 سبتمبر الذي أعتبره ترامب يوما ( تاريخيا ) ويأمل أن ينال جائزة نوبل للسلام نظير ذلك دون تأخير؛ وقد طالب بذلك علنا يوم 30 سبتمبر في لقاء معلن وكأن السلام قد تحقق فعلا.

رابعا - إن الرهان على تحقيق السلام المنصف والعادل لقضية الشعب الفلسطيني على ما ورد في إعلان ترامب - نتنياهو ؛ إنما هو رهان خاسر بل وجريمة بحق نضال وتضحيات الفلسطينيين على مدى عقود ثمانية من الزمن؛ توجت بمجازر الإبادة الجماعية في غزة.

خامسا - إن الضمانة الحقيقة لتنفيذ هذه الخطة - الإعلان - يكمن بإدخال التعديلات الضرورية واللازمة عليها وبما يضمن حقا للشعب الفلسطيني اقامة دولته المستقلة على أرضه وبحدود الخامس من يونيو عام 1967، وهنا يكمن الرهان على الموقف الفاعل للدول العربية الحريصة على حقوق الشعب الفلسطيني؛ كمعبر آمن لتحقيق العدل والسلام الشامل في الشرق الأوسط.

أما الإنصياع لأوامر سيد البيت الأبيض ( نفذ ثم ناقش ) فلن يقود ذلك الا لمرحلة مأساوية جديدة لشعب فلسطين العظيم.