آخر تحديث :السبت-01 نوفمبر 2025-09:06م

احذروا طوفان الرواتب ،،،

الجمعة - 03 أكتوبر 2025 - الساعة 05:24 م
د. سعيد سالم الحرباجي

بقلم: د. سعيد سالم الحرباجي
- ارشيف الكاتب


للشهر الرابع على التوالي والموظفون بدون معاشات رغم أنهم يؤدَّون واجبهم ، ويقومون بمهاهم ..


وقياداتنا المعتقة من فندق إلى فندق ، ومن دولة إلى دولة ، وعداد بدلات السفر شغال لا يتوقف ( وبالعملة الخارجية ) !!!

ولم يكلف مسؤول واحد منهم نفسه أن يسأل مجرد سؤالِِ ..

كيف يعيش المواطن لمدة أربعة أشهرِِ وهو دون معاش ؟ وعلى ماذا يقتات؟ وماذا يُطعم أولاده ؟ وكيف يعالج مرضاه ، وكيف يوفر لهم تكاليف الدراسة ؟ وكيف ، وكيف ، وكيف ؟؟؟


للأسف المواطن خاااااارج حسابات قيادات البلد.

وشعارهم ...

عليه أن يصبر على الجوع ، وعليه أن يتحمل الأذى ، وعليه أن يُذعن بالطاعة ، وعليه أن يَصمُت ولا ينبس ببنت شفه ، وعليه أن يغالب أوجاعه دون ضجيج !!!


فإذا ما تأوَّه من شدة الجوع قالوا : عميل .

وإذا ما صرخ من قسوة الألم قالوا: خائن .

وإذا ما خرج يعبر عن معاناته قالوا : مخرب .

وإذا ، وإذا ، وإذا ....فالإجابة جاهزة ، والتهم حاضرة !!!


هل تظنون أنَّ هذا الوضع سيستمر ؟

وأن صمت المواطن سيطول ؟

وأن معاناته ستبقى إلى ما لا نهاية؟


إذا كنتم تظنون ذلك ، وتركنون إلى استخدام القوة المفرطة لأسكات صوت الجوع...

فأنتم مخطئون جداً جداً .


قلبوا صفحات التأريخ ....لتروا كيف توارت جشوش البطش أمام طوفان البطون الجائعة .


لا تمتحنوا صبر الجوع ، إحذروا طوفان الأمعاء الخاوية .

صدقوني المواطن لن يرضى أن يموت ( على الصامت) أبداً طالما وقد اقتنع أن المسألة مسأل( موت )

لأنه إذا خُيَّر بين أن يموت صامتاً أو أن يموت مزمجراً بصوته المبحوح ...

فسوف يختار الخيار الثاني ..

ورحم الله المتنبي حين قال :

وإذا لم يكن من الموت بد *

فمن العجز أن تمون جباناً


فأنقذوا أنفسكم ، سلموا معاشات الموظفين دون تأخير ، لأنَّ المواطن لم يعد لديه ما يخسره.


فَسُحَبُ الراتب الكثيفة تتجمع ويُوشكُ أن يتحول ماؤها إلى طوفان هادر لن يوقفه شيء.


هذه نصيحة من القلب ، واجب علينا أن نقولها لكم ، وأن نُسْمِعَها إياكم ، وأن نوصلها إلى مدارككم.....

بعيداً عن أسلوب المماكحات السخيفة ، وبعيداً عن أساليب الإبتزاز السياسي الرخيص .


وأظن أنَّ مطلب المعاشات لا يختلف عليه اثنان أبداً .

إذ لم يعد المواطن الغلبان اليوم يطالبكم بخدمات الكهرباء ، ولم يعد يطالبكم بخدمات التعليم ، ولم يعد يطالبكم بخدمات الصحة ....

حاشا وكلَّا فهذه أمور تافه بالنسبة للمواطن ، وهي من الترف ، ومن الكماليات ...

فقط يريد منكم صرف هذا الراتب الهزيل .

فلا تستكثروا عليه ذلك .

واحذروا غضبة الجووووووووع