✒️ أحمد محمود السلامي
بينما ينطلق العالم بسرعة نحو المستقبل، ويحقق قفزات هائلة في العلم والتكنولوجيا ، يبدو أن العالم العربي يعيش حالة من الجمود ، بل التراجع . فالعديد من المجتمعات العربية ما زالت عالقة في أزمات متكررة، تحكمها الصراعات والانقسامات، و تثقلها أعباء الماضي .
لقد أصبح التراث سجناً نحتمي به من تحديات العصر. نحن لا نمارس نقداً واعياً لتراثنا ، بل نقدّسه بشكل يمنعنا من التقدّم . فنظل ندور في حلقة مفرغة، عاجزين عن مواكبة التحولات العالمية.
وهكذا، نعيش اغترابًا زمانيًا ومكانيًا. فنحن جسديًا في الحاضر، لكن عقولنا ما زالت أسيرة ماضٍ مضى . هذا الاغتراب يجعلنا نفقد الثقة بالواقعة، و نحلم بالهروب بدلاً من الإصلاح .
إن الخروج من هذا الواقع لا يكون إلا عبر إيمان حقيقي بالعلم ، والعقل ، والحرية . نحتاج إلى نهضة فكرية تسبق النهضة المادية ، ونحتاج إلى شجاعة لكسر قيود الماضي من أجل أن نصنع مستقبلاً يستحقه الإنسان العربي .