آخر تحديث :الأحد-07 ديسمبر 2025-11:01م

علمتنا.. علمتنا.. شكراً لكِ يا عِزّة

السبت - 04 أكتوبر 2025 - الساعة 05:54 م
أصيل الربيزي

بقلم: أصيل الربيزي
- ارشيف الكاتب


أما اليوم، وقد بدأت بوادر الأمل تشعّ بالنور بقرب انتهاء الحرب في غزة الحبيبة، أسأل الله أن يكلّل جهود هذه البوادر بالنجاح، وأن يخلّص إخواننا من هذه الحرب الظالمة.

لقد تركت الحرب في غزة في نفسي حزنًا وبؤسًا لا يعلمه إلا الله. فمنذ يومها الأول وأنا أتابعها بقلق بالغ، وأشعر بعجزي وعجز كل العرب والمسلمين أمام ما يحدث من إبادة جماعية لأناسٍ لا حول لهم ولا قوة.

كان الموقف صعبًا جدًّا أن ترى إخوانًا لك يُقتلون بأبشع أنواع القتل ويُهجّرون من منازلهم مرات ومرات، بينما العالم كله يتفرج؛ عربًا وعجمًا، لا يستطيعون فعل شيء سوى التنديد والشجب والإدانة.

علمتنا غزة أن الحرب لا يخوضها الجبناء، وأن الأرض لا بد أن تُسقى بالدم حتى تُنبت الكرامة والحرية.

علمتنا غزة أن الكيان الصهيوني أوهن من بيت العنكبوت.

علمتنا غزة أن العالم لا يستطيع فعل شيء، وأن قوة الدول في شعوبها.

علمتنا غزة أن الكرامة غالية، ولابد لها من ثمن.

علمتنا غزة أن السلاح وسيلة، وأن الإيمان بالله غاية، فلا غاية في الوسيلة.

علمتنا غزة أن لا شيء مستحيل إذا وجدت الإرادة.

علمتنا غزة أن الأمم المتحدة مجرد منابر وطاولات، وأقوى قراراتها "شجب وإدانة".

علمتنا غزة أن الدين والعِرض غاليان جدًّا، ولابد لهما من تضحية.

علمتنا غزة أن العالم منافق وجبان، وأن دين الدول هو المصالح.