آخر تحديث :الإثنين-03 نوفمبر 2025-12:34ص

للتحالف ولرعاة العملية السياسية.. ترحيل الحلول يزيد الأزمة عمقًا وتعقيدًا

الأربعاء - 08 أكتوبر 2025 - الساعة 11:34 ص
صالح شائف

بقلم: صالح شائف
- ارشيف الكاتب


صالح شائف


بينما الأوضاع ذاهبة نحو الانهيار الكامل وبسرعة دراماتيكية؛ تبقى الحلول والمعالجات معلقة على ذمة أصحاب القرار الفعلي في الشأن اليمني - إقليميًا ودوليًا - والذين لا يزالون يتمسكون ببقاء مجلس القيادة الرئاسي دون تغيير أو تعديل، بما في ذلك البحث جديًا عن صيغة قيادية بديلة تتناسب مع الظروف الراهنة والخروج منها بأقل الخسائر.


بعد أن أثبت (مجلس الثمانية) فشله بل وأصبح عاجزًا حتى عن قيادة نفسه؛ فالقيادة التي لا تستطيع قيادة نفسها ليس بمقدورها أن تقود غيرها بكل تأكيد.


بل لقد اكتفى المعنيون بالتوافق على رئيس وزراء جديد للحكومة دون تغيير أو تعديل في قوامها؛ وهي حالة تعكس عدم الجدية في الإصلاح أو التغيير.


فما الذي ينتظره التحالف والرباعية ورعاة عملية السلام أكثر من ذلك؛ حتى يكونوا على قناعة بأن (الشرعية) قد سقطت عنها صفتها عمليًا؟


وبأن الناس ينظرون إليها كخصم أول وسبب رئيسي لمأساتهم، وأن من يحافظ عليها أو يقف معها - وبغض النظر عن الدوافع والأسباب والمبررات - ويدعمها إنما هو في نظرهم العدو الأكبر لآمالهم وطموحاتهم ومستقبلهم.


أو ربما أن في أجندتهم المجدولة - زمنًا وأهدافًا ومسارات - ما زال هناك الكثير الذي يجعلهم متمسكين ببقاء هذه (الشرعية) بما هي عليه من فساد وعجز حتى تكمل ما رُسم لها أو ما زال مطلوبًا منها القيام به؛ لتكتمل بذلك دائرة الجحيم المضروبة حول الناس وتقذف بهم في النهاية إلى المجهول.


ومثل هذا الأمر (الغامض) والأفق المفتوح أو المرحَّل للحل بالنسبة للشعب في الجنوب ولقضيته الوطنية أمر مرفوض؛ مع علم بعض الأطراف - إن لم تكن جميعها - بأن قضية الجنوب عصية على الشطب، أو أن القفز عليها ممكن كما قد يتصور البعض.


وهذا ما يمثل مصدرًا لتساؤلات الجنوبيين المشروعة والمتعلقة بطبيعة الموقف الحقيقي عند كل الأطراف من قضيتهم، وإن كان ذلك مفهومًا لهم بطبيعة الحال.


فأفيدوا الناس أيها الأشقاء والأصدقاء؛ فمن مصلحة الشعب معرفة ذلك إن كان هناك مصلحة أصلًا في بقاء هكذا ظروف كارثية؛ قبل أن تنفجر الأوضاع في وجه الكل ويخسر الجميع.


ومن ناحية أخرى، هل ما زالت (الشرعية) تعتقد أن مصيرها ما زال بيد التحالف والرباعية وبأنهم وحدهم من يستطيع حمايتها؟ أم أن الشعب الذي تعتقد - واهمة - أنها تحكمه وتمثله هو وحده من بيده قرار إزاحتها من المشهد الديكوري الذي تمارسه وبمذلة لا سابق لها في التاريخ؟


وعليها وعلى داعميها - وبأي شكل كان ذلك الدعم - ألا ينخدعوا باستكانة الشعب المؤقتة وطول صبره الذي قد بلغ أقصى مدى، وتجارب الشعوب القريبة والبعيدة ما زالت حية وماثلة أمام الجميع.


فالمارد الجنوبي حين ينهض للتخلص من أوجاعه وأوضاعه البائسة، ومنطلقًا نحو أهدافه النبيلة، لا يحدد موعدًا لذلك ولا يستأذن أحدًا.