آخر تحديث :Sat-25 Oct 2025-02:10AM

تعز ومأرب بين الهوية السياسية والتحول في الانتماء الوطني.

الأربعاء - 08 أكتوبر 2025 - الساعة 04:21 م
د. عارف محمد عباد السقاف

بقلم: د. عارف محمد عباد السقاف
- ارشيف الكاتب


بقلم: د/ عارف محمد عباد السقاف


الدعوة إلى انضمام تعز ومأرب إلى الجنوب أثارت الكثير من الجدل السياسي والشعبي، خاصة في ظل واقع الانقسام اليمني الراهن. ومع اقتراب ذكرى ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، التي تمثل رمز التحرر من الاستعمار البريطاني في الجنوب، يبرز سؤال مهم:

هل ستشهد تعز ومأرب احتفالات بهذه المناسبة الوطنية الجنوبية؟ وهل سيكون الحماس الشعبي فيها كما هو الحال في عدن ولحج والضالع وأبين وحضرموت وشبوة والمهرة؟


من الناحية الواقعية، يمكن القول إن تعز ومأرب تحملان خصوصية سياسية وجغرافية تختلف عن المحافظات الجنوبية. فهما منذ الوحدة تحسبان إداريا ضمن الشمال، وتاريخهما الثوري ارتبط أكثر بثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962 ضد حكم الإمامة. لذلك، فإن الهوية الثورية في هاتين المحافظتين ترتبط بـ"سبتمبر" أكثر من "أكتوبر"، رغم وحدة الهدفين التحرريين في التاريخ اليمني الحديث.


لكن المشهد السياسي المتغير اليوم، والدعوات المتكررة لانضمام تعز ومأرب إلى الجنوب في إطار ما يطرح عن "فيدرالية الجنوب"، قد تفتح الباب لتبدل في المواقف والرموز. ومع ذلك، من الصعب توقع احتفالات واسعة أو حماسية في تعز ومأرب بمناسبة الرابع عشر من أكتوبر، على الأقل في الوقت الحالي. فالقضية ليست مجرد مناسبة وطنية، بل ترتبط بالانتماء والهوية السياسية، وهو ما لا يزال محل خلاف واسع في الداخل اليمني.

قد نشهد بعض الفعاليات الرمزية أو التضامنية من شخصيات أو كيانات سياسية تدعم مشروع الجنوب، لكنها ستبقى محدودة النطاق مقارنة بما يجري في المحافظات الجنوبية التي ترى في أكتوبر يوما مقدسا ومصدر فخر تاريخي ونضالي.

أن الاحتفال بثورة 14 أكتوبر في تعز ومأرب، إن حدث، سيكون مؤشرا سياسيا أكثر منه احتفالا شعبيا، وسيمثل اختبارا حقيقيا لمدى تقبل الشارع في المحافظتين لفكرة الانضمام للجنوب من عدمه.

فالمشاعر الوطنية لا تفرض بالقرارات، بل تنشأ من الإيمان بالمصير المشترك، وهو ما يحتاج إلى حوار صادق ورؤية جامعة تتجاوز الانقسامات وتعيد لليمنيين شعورهم بالوطن، مهما اختلفت مناطقه واتجاهاته.