من عبق الماضي الجميل .. مولد آل الحامد قرية المحفحف

من الذكريات الجميلة والتي ترسخت في الذاكرة،

ومنذو نعومة اظافري الى يومنا هذا،ذكرى مولد آل الحامد بقرية المحفحف، تلك المناسبة الدينية والتي تقام في ثاني جمعة من شهر رجب من كل عام..

تتوافد الناس من القرى المجاورة لقرية المحفحف، مع عصرية تلك الليلة،واتذكر وانا طفل صغير مع بقية اقراني، اننا نتجمع من العصر، في ملعب القرية فرحين ومسرورين، ونلعب في ميدان القرية الى إن يؤذن لصلاة المغرب، ونتجه حينها إلى القرية..

ومننا من يصلي مع المصلين، والبعض من ينتظر حتى إتمام الصلاة،

وينضم الى الركب، ويذهب الجميع لتناول وجبة العشاء..

وبما ان المناسبة دينية وحسابها بالتاريخ الهجري،

فإنها كانت تاتي في ايام الصيف، وفي ايام الشتاء بعد سنين عديدة..

ففي فصل الشتاء،كانوا يقيموا مأدبة العشاء في البيوت، كل مجموعة من الناس،تتجه لبيت من بيوت المشايخ،

اما في فصل الصيف فكانت تتجمع الناس في الخارج، في الساحة المحاذية للمسجد..

تفرش السلق والطرابيل والفرش، وعلى ضؤ الاتركة تشاهد مظهر تراجيدي، فنشاهد الناس الاكبر سنا" يجلسون جنب بعض،ويتجاذبوا اطراف الحديث، واخبار واحوال بعضهم البعض، واحوال المنطقة. والاطفال الاصغر سنا" مع بعضهم البعض،

يضحكوا ويمرحوا فرحين تغمرهم الفرحة والسعادة، ومننظرين بفارق الصبر لوجبة العشاء، والظفر بوجبة دسمة مكونة من اللحم والمرق والمخلم والشموط ووو.

أذكرالوالد الشيخ محمد العود الحامد طيب الله ثراه،

ومعه مجموعة من اهالي القرية، وهم ياتوا بوجبة العشاء في عدة جعاب وتوار.. وتفافيل ومسارف مملؤة باللحم البلدي الطيب المذاق..

يبدؤون بتوزيع الخبز على عدة مسارف وتفافيل، ومن ثم يبدأوا بتوزيع اللحوم المعاصيب والكبدة اولا".. ومن ثم قطع اللحم على الناس الأكبر سنا"، ثم على الاطفال الأصغر سنا"،

وتعطى لكل شخص كان كبيرا" اوصغير" حصته وقسمه الى يده....

وبعد اكتمال التوزيع يسود صمت مطبق على الجميع، ويبدؤون بتناول وجبة العشاء، ويأكلوا ويتنعموا ويشكروا الله على نعمه وفضله عليهم..

وبعد الإنتهاء من تناول وجبة العشاء، يتناولوا مشروب الشاي والقهوة، ويتبادلوا الحديث الى ان يؤذن وتقام صلاة العشاء

ويقام المولد في اجواء روحانية بهيجة، يتخللها قراءة القرآن الكريم، والتواشيح الدينية في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم..

وقد حضرت عدة موالد وكان يدير تلك الموالد كل من الشيخين الفاضلين الف رحمة تغشاهما..

الشيخ عبدالله حسين درامة،والشيخ عبدالله احمد العلواني..

زمن جميل وزمن خير وبركة، تذكرة واتحسر على تلك الايام والليالي المباركة..

رحم الله رجال ذلك الزمن وجعل منزلتهم الجنة..ودمتم في خير وعافية..

بقلم /أبو معاذ أحمد سالم شيخ العلهي.

فرعان /مودية.