/محمد سعيد الزعبلي
من المعروف أن مفهوم الشراكة، في أي جانب من الجوانب، لا يتحقق إلا بين طرفين أو أكثر، شرط أن يكون بينهم توافق في القلوب، ووحدة في الأهداف، وتشابه في المصالح المشتركة. عندها فقط، يمكن أن تنجح تلك الشراكة.
لكن الشراكة بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة الشرعية تفتقر إلى كل مقومات الشراكة الحقيقية، فلا وحدة أهداف، ولا مشروع وطني جامع. فلكل طرف مشروعه السياسي المختلف، وطموحاته المتعارضة، ما جعل هذه "الشراكة" تفشل منذ البداية.
وما زاد الأمر تعقيدًا، أن هذه الشراكة لم تكن نابعة من إرادة داخلية، بل فُرضت فرضًا من الخارج الإقليمي والدولي، مما أدى إلى انفجار التباينات بين الطرفين، وانعكس ذلك على واقع الناس، خاصة في عدن والجنوب عمومًا.
وصلت الأمور اليوم إلى واقع مأساوي، يتمثل في غياب أبسط مقومات الحياة من خدمات، وعلى رأسها الكهرباء والمياه، إلى جانب ارتفاع الأسعار الجنوني، وتأخير صرف الرواتب لأشهر، حتى أصبح المواطن الجنوبي يقترب من هاوية الفقر والجوع.
هذا التدهور ليس عشوائيًا، بل يبدو أنه جزء من سياسة ممنهجة ومقصودة لإذلال المواطن الجنوبي، ومحاولة تركيعه للنيل من موقفه الثابت، وسعيه الحثيث إلى استعادة دولته الجنوبية الحرة، ذات السيادة الكاملة.
وما هذا الواقع المؤلم إلا ثمن يدفعه المواطن الجنوبي نتيجة ثباته على موقفه، ورفضه التخلي عن قضيته.