كل ما حولنا وما يحيط بنا لا يساعدنا على النهوض ، ولا يأخذ بأيدينا من حافة الهاوية والانهيار والسقوط الوشيك ، ما يمر به قطاع التعليم أشبه إلى حد كبير تحدي حقيقي للمستحيل .
عقبات كثيرة
تحديات عظام
صعوبات بالغة
منحدرات غاية بالخطورة ، يصاحبها مرحلة معقدة ويصعب تفكييك شفراتها ، وتحتاج إلى سنين ضوئية لذلك .
ورغم كل ذلك تجد من يصارع من أجل البقاء ، و يقاتل من اجل النهوض ، يستميت من أجل كرامة هذا الكيان ، قابضا ً بأيدينا كالقابض على الجمر .
وحيداً منفرداً تجدها تصارع أمواج التحديات وظلمات بحار الصعوبات من أجل الخروج من ظلام المرحلة الدامس ، وفي سبيل العبور الى شواطئ وبر الأمان والاطمئنان والسلامة من ظلمات عتمة النفق المظلم .
الدكتورة نوال جواد تجربة استثنائية في مرحلة مفصلية ، في إدارة وقيادة سفينة التربية والتعليم بالعاصمة عدن .
طريق لم يكن مفروش بالورد ولا معبد بالفل والياسمين ، ولا بساط أحمر تحت اقدامها ، طريقها ممتلئ بإسلاك شائكة ومعقدة من التحديات وبيئة ملغمه بالصعوبات التي لا تعد ولا تحصى ولا يمكن أن يخوض تجربتها إلا ذو العزم وأهل الهمم العالية .
لسنا هنا بصدد الحديث عن تزيين صورة أحد ، أو نثر عذب الكلام بحروف جبر الخواطر ، لكسب ود أحد ، إنما لنضع النقاط على حروف الإنصاف ، ولكوننا ندرك ونعي ونعلم ما تعيشه وتعانيه هذه " المرأة" لأننا أبناء هذا " الكار " سلك التربية والتعليم ونعيش مرارة وعلقم معاناته ليل نهار .
جبهات عديدة وكثيرة تقاتل فيها هذه " المرأة" ، من حروب انقطاع المرتبات وعدم انتظامها وتدني سلم الأجور والمرتبات لموظفيها وغياب التسويات والحوافز والعلاوات والمطالب والحقوق المشروعة الأخرى ، وغياب وانعدام الرؤية الحكومية في إيجاد الحلول المناسبة لذلك .
لم يتوقف الأمر على ذلك وحسب ، وأنما أعباء وتحديات كثر من المشكلات التي تتمحور في شحة الإمكانيات المتاحة لمكتب التربية والتعليم بالعاصمة عدن ، والتركة والأرث العظيم من المشكلات في مدارس المديريات .
لا يمكن تصور أو يخطر على بال أو قلب أحد ما تتحمله الدكتور ( نوال جواد) من صعوبات وتحديات ، فالبعض يعتقد أن منصبها منصب " تشريف " و " نزهة " جميلة في أحد الحدائق ، بينما على العكس والنقيض تماماً ، ماهو إلا حقل من الالغام التحديات والصعوبات تمشي عليه وحيده منفرده .
فهي تصارع من أجل إصلاح منظومة العمل التربوي وتقاتل من أجل استقرار العملية التعليمية في ظل عواصف التحديات واعاصير الصعوبات ، فهي نقطة الضوء الوحيدة في زحام كل ذلك ، التي تمنحنا أمل الخروج من ظلام العتمة .