بادئ ذي بدء نتوجه بتهانينا الحارة وأمنياتنا النبيلة لأبناء شعبنا الجنوبي المكافح بذكرى ثورة 14 المجيدة؛ والتي توجت بتحقيق الاستقلال الوطني الناجز في 30 نوفمبر عام 1967.
وهي الثورة التي نقلت شعبنا من واقع التخلف الشامل والتجزأة والتشرذم؛ إلى رحاب الدولة الوطنية المستقلة كاملة السيادة؛ ومكنته بذلك من أن يعيش في إطار فضاء وطني موحد؛ لم يشهده أو يعيشه قبل ذلك التاريخ.
ولذلك سيبقى أكتوبر رمزا للحرية والكرامة والكبرياء الوطني؛ وعنوانا للوفاء لتضحيات شعبنا العظيم؛ وشعلة متوهجة تزين صفحات التاريخ الكفاحي للجنوب.
ونأمل أن تكون هذه المناسبة التاريخية فرصة جادة لكل القوى الوطنية والسياسية الجنوبية؛ بل وندعوها لإستحضار التاريخ وبمحطاته المختلفة للتعلم من دروسها وعبرها الغنية؛ والتي لا تزال بعضها حاضرة التأثير على حياة شعبنا وبطرق وأشكال متعددة مع الأسف الشديد.
وأن يغادر الجميع مربعات التمترس السياسي والمكابرة وعدم تقديم التنازلات المتبادلة كشرط حاسم لتعزيز الثقة المتبادلة.
ففي المعارك الوطنية الكبرى الفاصلة تختبر جدية العناوين النضالية؛ ومعها تتجلى القناعات والمواقف الوطنية على صعيد الفعل والواقع.
وبما يحقق لشعبنا أهدافه الوطنية المشروعة؛ ويعزز من تماسك ووحدة صفوف كل أبنائه وبما يوحد إرادتهم وقرارهم في إطار جبهة نضال جنوبية واحدة؛ متناغمة الفعل والحضور على كامل ساحة الجنوب الجغرافية والوطنية.
وهو الأمر الذي سيحصن كذلك قضية شعبنا ويجعله قادرا على تجاوز كل التحديات والمخاطر؛ وإفشال مخططات الفتن التي تستهدف وحدته الجغرافية ونسيجه الإجتماعي؛ وعبر أكثر من وسيلة دنيئة وبعناوين خادعة ومضللة.