آخر تحديث :الأحد-16 نوفمبر 2025-02:26ص

وطن أكتوبر المجيد.. ذاكرة المجد وسيمفونية الحرية

الأحد - 12 أكتوبر 2025 - الساعة 05:34 م
محمد العنبري

بقلم: محمد العنبري
- ارشيف الكاتب



وطن عظيم تاهت أمام عظمته الأقلام وعجزت عن وصف بطولاته الكلمات وطن كتب التاريخ عنه بأحرفٍ من ذهب وسطر أحراره أعظم الملاحم في سبيل الحرية والكرامة والسيادة. كيف لا وقد صنع من بين الجبال والسفوح قصة وطن لم يرض بالذل ولم يهادن المستعمر ولم يرضخ للطغيان بل كان في طليعة الأمم التي خطّت دربها بدماء الأبطال وصبر الأحرار.


في الرابع عشر من أكتوبر لم يكن اليمن على موعد مع حدث عابر بل مع ولادة فجرٍ جديد من رحم المعاناة حينما دوّت أولى رصاصات الثورة في جبال ردفان الشامخة لتعلن للعالم أن في هذا الوطن روحا لا تقهر وأن في صدور أبنائه نارا لا تنطفئ حتى تكتب الحريةُ نشيدها الأخير كانت تلك اللحظة فاصلة بين زمنين زمن يكتب بالدموع والانكسار وزمن تكتب صفحاته بالعزة والكرامة.


من ردفان خرجت الصيحة الأولى فارتج الوجدان اليمني من أقصاه إلى أقصاه واشتعلت الشرارة في قلوب الأحرار من عدن إلى البيضاء ومن تعز إلى صنعاء. التف الشعب حول ثورته كمن يحتضن قدره فكانت دماء الشهداء تنير الطريق وتعيد للوطن هيبته المفقودة وها هو الرابع عشر من أكتوبر اليوم بعد عقود من المجد ما زال يحمل في ذاكرته عبق أولئك الرجال الذين رفضوا المساومة على الكرامة وآمنوا أن الحرية لا تمنح بل تنتزع انتزاعا.


لم تكن ثورة أكتوبر مجرد مواجهة عسكرية ضد الاستعمار بل كانت ثورة وعي وإرادة وهوية أكدت للعالم أن اليمني لا يشترى ولا يباع وأنه يحمل في داخله جينات الكبرياء والعنفوان كانت رسالة واضحة أن الكرامة فوق كل حساب وأن الوطن ليس رقعة أرض فحسب بل هو تاريخ ومبدأٌ ودماء سكبت في سبيل أن تبقى راية الحرية خفّاقة.


إن أكتوبر ليس يوماً فحسب بل هو هوية أمة لا تنكسر وعنوان مجد لا يزول ورمز عزة لا تشترى هو تلك الذاكرة التي تعيد إلى الأجيال معنى التضحية وتغرس في النفوس أن الأوطان تبنى بالعمل كما بنيت بالدماء إن أكتوبر ليس فقط مناسبة نحتفي بها بل مدرسة علينا أن نتعلم منها أن الحرية ليست هدية تُقدم بل مسؤولية نحملها جيلاً بعد جيل وأن الوطن لا يصان إلا بالوفاء والإخلاص والتكاتف.


وفي وطنٍ تتعدد جراحه اليوم يظل الرابع عشر من أكتوبر شعلة لا تنطفئ تذكرنا بأن هذا الشعب لا يموت وأن جذوة النضال فيه لا تخمد فمهما حاولت الرياح العاتية أن تطفئ لهيب العزة ستبقى جبال ردفان وعدن وصنعاء وتعز تروي للأجيال قصة شعبٍ وُلد من رحم الثورة وسار على درب التضحية حتى آخر نبضة.


تحيا أرض المجد والكرامة يمن العطاء والحضارات وتحية لكل من حمل راية أكتوبر في قلبه وضميره مؤمنا أن الأوطان تبنى بالعزيمة والإيمان لا بالتناحر والخذلان سلام على أولئك الذين فجروا الثورة وسلام على من واصلوا المسيرة وسلام على من سيحملون المشعل من بعدهم ليبقى اليمن عالي الهامة منارةً للكرامة ووجها مشرقا للتاريخ.


#تحيا_الجمهورية_اليمنية 🇾🇪

#14_اكتوبر_للمجد_عنوان 🇾🇪


محمد العنبري