آخر تحديث :الخميس-30 أكتوبر 2025-02:21ص

ذكرى ثورة ١٤ اكتوبر نبراس طريق لانتزاع الاستقلال الثاني

الإثنين - 13 أكتوبر 2025 - الساعة 05:29 م
عبدالله الصاصي

بقلم: عبدالله الصاصي
- ارشيف الكاتب


الرابع عشر من أكتوبر يوم مختلف عن سائر الأيام ، ولم ولن يستطيع أحد أن يقارن تاريخ ذلك اليوم مع مابعده .


ومن اليوم الفاصل بين الخنوع تحت وطأة ضغوطات الاستعمار البريطاني والنهوض في حينه لمجابهته ، برزت عناوين دروس الثورة تتبلور لتشكل النواة التي انبثقت منها آلية الكفاح المسلح ، من منبع النضال والاستبسال مناطق ردفان الأبية .


وعلى وقع اولى الضربات على مواقع قوات جيش الاحتلال الإنجليزي ، تداعى الاحرار للانضمام لمجموعة الثوار هناك من المناطق الأقرب ثم الأبعد لتشمل مناطق الضالع ، ولتلحق بها حينذاك يافع السفلى والعليا حتى حد يافع الفاصلة بين الجنوب العربي وشمال اليمن .


ومع اشتداد القتال على اثر الهجمات التي يشنها الثوار ، وبعد أن عجز جنود الاحتلال عن المقاومة بالأسلحة الخفيفة ، لم يجد قائد المحمية البريطانية في عدن سبيل للمواجهة سوى تحريك الطيران الحربي لضرب مواقع الثوار المنتشرين في مناطق المقاومة في ردفان ، إلا أن تلك الضربات رغم إصابتها لبعض الأهداف لم تثني الثوار عن الاستمرار في المقاومة ، بل زادت من التوسعة لتصل بعد ذلك إلى المنطقة الوسطى في أبين ، وهناك تشكلت جبهة دثينة ، فأصبحت رديف قوي وداعم للتشكيلات في عدن والمناطق الغربية في لحج والضالع ويافع .


وعند ذلك اكتمل الطوق على قوات الاحتلال ، بعد انحسار مناطق النفوذ ، والضربات الموجعة التي كان يتلقاها من المقاومة في الداخل ، ومن خلال القنابل اليدوية التي يلقيها الثوار على جند المحتل وثكانته العسكرية التي ظلت عرضة لرصاص الثوار .


ومن الرابع عشر من أكتوبر ١٩٦٣ م وعلى مدى أربع سنوات من الكفاح الوطني المسلح استطاع الجنوبيين التغلب على جحافل جيوش الامبراطوريه البريطانيه وانزال العلم الذي لاتغيب عنه الشمس حسب تعبير الغرور الانجليزي حينذاك .


ومن وهج مقام الكبرياء لثورة ١٤ اكتوبر المجيدة ، والتي تحقق على إثرها الاستقلال الناجز في الثلاثين من نوفمبر ١٩٦٧ م ، ومن التلاحم والهمة التي كان عليها الأجداد إبان الثورة الأم ، يستشف جيل اليوم صدى ذلك الوعي المحفز على المضي في مشهد التحرير لانتزاع الاستقلال الثاني ، والذي نحن بصدده الآن ، وفي ظل المعترك الأخير في مضمار السباق نحو الزهو الجديد الذي نراه وقد أقترب منا .


من وهج الثورة الغراء ١٤ اكتوبر نستمد نور الهدى ونحن نقف على أعتاب المرحلة الأخيرة من الانجاز لاستقبال الاستقلال الثاني ، بعون الله وبجهودنا كلما استشعر الشباب الجنوبي بالمسؤولية التي تقع عليهم تجاه الوطن ، ومن خلال عودته وتثبيت دولة النظام والقانون على ربوعه .


المجد والخلود للشهداء

العز والشموخ للجنوب العربي الغالي