/محمد سعيد الزعبلي
بعد 129 عامًا عاشها الاحتلال البريطاني جاثمًا على صدر شعبنا الجنوبي العظيم وأرضه الجنوبية الطاهرة، أعلن شعبنا الجنوبي الأبيّ انطلاق ثورته المباركة، التي انطلقت من قمم جبال ردفان الشمّاء، في يوم 14 أكتوبر من عام 1963م، وكان أول شهيد في هذه الثورة هو المناضل البطل المقدام غالب بن راجح لبوزة – رحمه الله تعالى.
ومنذ ذلك اليوم، استمرت تلك الثورة المباركة واتسع نطاقها الجغرافي ليشمل أرياف ومدن الجنوب الحبيب، ضد المحتل البريطاني. لقد دامت الثورة أربع سنوات من الكفاح المسلح، خاض خلالها شعبنا الجنوبي العظيم نضاله الثوري بكل بسالة وعزيمة وإصرار.
ورغم شحّ إمكانيات الثورة ومناضليها مقارنةً بما كان يمتلكه الاحتلال البريطاني من ترسانة عسكرية هائلة برًا وبحرًا وجوًا، فإن عزيمة وإرادة شعبنا الجنوبي البطل كانت أقوى من كل تلك الإمكانيات، إذ إن الحق أقوى من الباطل.
وهكذا، أُجبر المحتل البريطاني على الخروج من أرض الجنوب الثائرة، وكان يوم 30 نوفمبر 1967م هو يوم خروج آخر جندي بريطاني من عدن، وإعلان الاستقلال الوطني لشعبنا الجنوبي العظيم، وتأسيس دولة الجنوب الحرة والمستقلة على كامل تراب أرض الجنوب الطاهرة، من المهرة شرقًا إلى باب المندب غربًا.
هكذا كانت ثورة 14 أكتوبر 1963م، وصانعها هو شعب الجنوب العظيم.
تحية لثوار شعبنا، والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار.