/ أحمد محمود السلامي
في أكثر من بلد نامي ، كانت الفرصة متاحة للاتفاق على مشروع سياسي وطني جامع ، يُنهي سنوات من الانقسام، وينقل الشعوب من دوامة الصراع إلى أفق الاستقرار والتنمية.
لكن الواقع أظهر أن بعض الأطراف – بدلاً من دعم هذا التوجه – آثرت تعطيله، من خلال إنتاج الأزمات، وتأجيج الخلافات، ووضع العراقيل المتكررة أمام أي مسار توافقي .
إن تعمد إبطاء أو إفشال المشاريع الوطنية لا يمكن قراءته بمعزل عن ارتباطات خارجية ، أو رهانات سياسية ضيقة ، تُغلّب المصالح الجزئية على المصلحة العامة للشعب ، وتُبقيه عالقاً في دوامة لا تهدأ ، وجرح غائر لا يندمل .
ما يجري في سوريا، ليبيا، العراق، والسودان واليمن من حروب ومعارك ، يؤكد أن غياب الإرادة الوطنية الخالصة ، والارتهان لحسابات خارجية أو فئوية، يُعيد إنتاج الأزمة التي يدفع ثمنها المواطن يوم بعد يوم ، ويُبدد الفرص التاريخية للخروج منها. لقد آن الأوان لأن تدرك كل القوى أن المشروع الوطني لا يمكن أن يُبنى بالتحايل أو بالمراوغة، ولا يمكن أن يُدار من الخارج . بل هو نتيجة لإرادة داخلية حقيقية ، تتجاوز الماضي، وتضع الوطن والمواطن فوق كل اعتبار .