في زمنٍ تتراجع فيه الإمكانيات وتتعاظم التحديات، تُسطّر جامعة تعز اسمها بحروفٍ من فخرٍ في السجل الأكاديمي العالمي، لتؤكد أن العزيمة والإرادة والرؤية الواضحة قادرة على تجاوز الصعاب وصناعة النجاح حتى في أحلك الظروف.
لقد جاء إدراج جامعة تعز ضمن تصنيف التايمز البريطاني العالمي للجامعات كحدثٍ غير عادي في المشهد التعليمي اليمني، إذ أصبحت الجامعة اليمنية الوحيدة التي استطاعت أن تحجز لنفسها موقعًا بين كبرى الجامعات العالمية. هذا الإنجاز لم يكن صدفة، بل نتيجة مسار طويل من العمل المؤسسي والالتزام بمعايير الجودة الأكاديمية التي تتطلبها مثل هذه التصنيفات المرموقة.
*جامعة تعز… قصة نجاح وسط العواصف*
منذ تأسيسها، حملت جامعة تعز على عاتقها رسالة واضحة: أن تكون جامعة نوعية قادرة على المنافسة والتميز. ورغم ما واجهته من تحديات ناتجة عن الحرب والظروف الاقتصادية الصعبة، واصلت الجامعة مسيرتها بخطى واثقة في تطوير البنية التحتية، وتحسين البيئة الأكاديمية، وتشجيع البحث العلمي، إلى جانب التحول الرقمي في التعليم والخدمات.
وقد كان لقيادة الجامعة، ممثلة برئيسها الأستاذ الدكتور محمد الشعيبي، وفريقها الأكاديمي والإداري، دورٌ محوري في ترسيخ ثقافة الجودة والتقييم المستمر للأداء، وتبني خطط استراتيجية تهدف إلى مواءمة برامجها الأكاديمية مع المعايير الدولية ومتطلبات سوق العمل.
*البحث العلمي بوابة العبور إلى التصنيف*
السر في نجاح جامعة تعز في دخول التصنيفات العالمية لا يكمن فقط في عدد الطلاب أو البرامج الأكاديمية، بل في الاهتمام المتزايد بالبحث العلمي والنشر في المجلات الدولية المحكمة، وهو ما يعكس وعيًا متقدمًا بأهمية البحث كركيزة أساسية في بناء سمعة الجامعة دوليًا ، كما أن الجامعة حرصت على تشجيع الباحثين والطلاب على المشاركة في المؤتمرات الدولية، وإقامة شراكات بحثية مع جامعات ومؤسسات خارجية، ما ساهم في رفع تصنيفها وزيادة تأثيرها العلمي.
*رسالة أمل لكل الجامعات اليمنية*
إن دخول جامعة تعز إلى التصنيف العالمي ليس مجرد إنجاز لجامعة واحدة، بل هو رسالة أمل لكل الجامعات اليمنية بأن المنافسة ممكنة، والتميّز متاح، متى ما توافرت القيادة الرشيدة والرؤية الاستراتيجية والإرادة المؤسسية.
لقد أثبتت جامعة تعز أن النجاح لا يُمنح، بل يُنتزع بالإصرار والعمل الجاد، وأن اليمن — رغم الجراح ما يزال قادراً على تقديم نماذج مضيئة في التعليم والبحث والعلم.
تميز جامعة تعز في التصنيفات العالمية ليس نهاية الرحلة، بل هو بداية مرحلة جديدة من التحدي والتطوير، تمضي فيها الجامعة بخطى ثابتة نحو ترسيخ موقعها العالمي، والإسهام في بناء الإنسان اليمني المتعلم والمبدع والقادر على التغيير.