آخر تحديث :الإثنين-03 نوفمبر 2025-05:55م

في ذكراها الـ62 .. ثورة 14 أكتوبر..الحلم الذي ضاع.!

الخميس - 16 أكتوبر 2025 - الساعة 11:44 ص
منصور بلعيدي

بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب


تمر اليوم ذكرى ثورة 14 أكتوبر، تلك اللحظة التاريخية التي جسدت أسمى معاني التضحية والفداء، وكتب فيها أبناء الجنوب صفحة ناصعة من النضال من أجل الحرية والاستقلال.


ففي عام 1963، استطاع أبناء الجنوب أن يحققوا حلمهم في التحرر من نير الاستعمار، وواجهوا أعتى إمبراطورية عرفها التاريخ الحديث، فكتبوا ملحمة بطولية ستظل خالدة في ذاكرة الأجيال.


لكن، ومع مرور الزمن، يبدو أن الحلم الذي رسمه الشهداء والثوار لم يتحقق كما أرادوه، بل تم تغييره وتزييفه على أيدي من استغلوا تضحيات الشعب لتحقيق مصالحهم الشخصية.

فاليوم، المواطن الجنوبي الذي انتظر ثمرة نضاله، يجد نفسه غارقًا في بحر من المعاناة والتردي، لا يليق بتاريخ التضحيات العظيم، ولا بروح أكتوبر المجيدة.


لقد أنهكت الأزمات البلاد، وأصبح الموظفون بلا رواتب لعدة أشهر، والأسر تتضور جوعًا في وطن يفيض بالخيرات، بينما يرزح الشعب تحت وطأة الفقر والبطالة.


إن هذا الواقع المرير يفضح زيف الشعارات والخطب الرنانة التي ترفعها بعض القوى، ويؤكد أن التحرر الحقيقي لا يكتمل برحيل المحتل فحسب، بل يبدأ ببناء الإنسان الحر، القادر على حماية مكتسباته، ومواجهة العابثين الذين يتسللون باسم الثورة، لينهبوا الأحلام ويبدلوا الظلم القديم بأشكال جديدة من الفساد والإقصاء.


لقد تعب الناس من الوعود الكاذبة، ومن الخطابات التي لا تطعم جائعًا، ولا تحفظ كرامة مهدورة.

فالشعب الذي قدم الشهداء، لا يستحق أن يُكافأ بالخذلان، ولا أن يُترك فريسة للفقر والجوع والإحباط، بعد أن حلم بدولة عادلة تداوي جراحه، لا تزيدها نزفًا.


إن معيار نجاح أي ثورة هو تحقيق حياة كريمة للمواطن، وليس مجرد استعراضات شعبوية أو استغلال شعارات النضال لتحقيق مصالح شخصية.

فالعالم يتقدم، وحكوماته تعتمد خططًا تنموية واضحة، تضمن للمواطن حقوقه الأساسية، وتوفر له مقومات العيش الكريم.

أما نحن، فمحتاجون إلى أن نستيقظ من سبات الأوهام، ونضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، لنصنع مستقبلًا يليق بتضحيات الأبطال، ويعيد للثورة معناها الحقيقي، كحلم شعب لا يرضى إلا بالكرامة والحرية

التي اضاعها اليوم بعض ابناء جلدته.