آخر تحديث :الإثنين-03 نوفمبر 2025-11:06م

شبوة والنهضة عبر بوابة التعليم.

الأحد - 19 أكتوبر 2025 - الساعة 04:53 م
عبدالعزيز علي باحشوان

بقلم: عبدالعزيز علي باحشوان
- ارشيف الكاتب


تلقيت اتصالاً هاتفياً من مدير مدرسة صناع المستقبل الأهلية في محافظة شبوة مديرية حبان، يطلب خدماتي كمعلم في المدرسة براتب مُرضٍي، بالإضافة إلى أن تلتزم المدرسة بالسكن والتغذية، وخلال الفصل الثاني سيتم ترتيب السكن لأسرتي ونقلهم إلى حبان والعيش هناك في أمان وسلام.

كان حديث المدير متزنا وواعيا، ويبدو أنه صاحب ثقافة عالية من خلال حديثه، ولم يسألني عن انتمائي ولا عن توجهي، ولم يسألني من أي قبيلة أنت..!

وإنما قال لي: سمعت عنك معلماً مؤهلاً تتسم بالنشاط والحيوية وصاحب عطاء تربوي وتعليمي.

سألته عن اسمه ومكانته قال: أنا محمد التميمي مدير مدرسة صناع المستقبل الأهلية في مدينة حبان، وأنا من محافظة تعز أرض الثقافة والمعرفة، وأرض الحضارة، أنا قلعة القاهرة، أنا جبل صبر، وجامع الجند، ولدينا معلمون أكفاء من مختلف المحافظات اليمنية، كذلك فإن أهالي منطقة حبان يهتمون بالتعليم، لبناء أساس قوي يضمن لأبنائهم التفوق والنجاح، فنحن وأهالي حبان نرحب بك يا أستاذ إضافة جميلة في مدرستنا ومدينتنا.

وهذا مؤشر على أن شبوة بدأت في خلع البندقية وارتدت ثوباً حضارياً جديداً نحو التعليم والتعليم العالي.

على حين تذكرت والذكرى مورقة حديث والدي رحمه الله وغفر له حين قال لي ذات يوم: بأن أبناء محافظة شبوة في سنوات الستينات كانوا يتعلمون بالكتاتيب بما يسمونه "المعلامة" بينما في ذلك الوقت شهدت مدينة مودية فتح مدارس للبنين والبنات، بل تميزت على باقي المدن وتنافست مع مدينة عدن في جودة التعليم آنذاك.

وحينما أخبرني الأستاذ أنه من مدينة تعز ويدير مدرسة أهلية في شبوة راق لي ذلك التعايش السلمي وقبول الآخر لفئات المجتمع المختلفة، وحز في نفسي تلك الحسابات الحزبية والقبلية المعقدة في مدينة مودية من الإقصاء والحرمان والتهميش لحسابات سياسية واجتماعية ودينية في مجتمعنا.