آخر تحديث :الإثنين-15 ديسمبر 2025-05:31م

الرواتب تُقطع .. فأين النقابات واللجنة العسكرية والمسرّحون؟

الأربعاء - 22 أكتوبر 2025 - الساعة 08:41 ص
صلاح البندق

بقلم: صلاح البندق
- ارشيف الكاتب


في زمنٍ تتكاثر فيه الأزمات، وتضيق فيه سبل العيش، لا يملك المواطن سوى صوته، وحقه في السؤال، وعتبه على من اختارهم ليكونوا لسانه المدافع، ودرعه في وجه الظلم. واليوم، أرفع صوتي لا بالشكوى، بل بالعتب الثقيل،على نقابة المعلمين الجنوبيين، ونقابات العمال، واللجنة العسكرية الجنوبية ، وكل من حمل راية الدفاع عن حقوق الجنوبيين، ثم غاب حين اشتد الخطب.


*أين أنتم من القطاعين المدني والعسكري؟*


ثلاثة أشهر كاملة، والرواتب مقطوعة عن آلاف الموظفين في القطاعين المدني والعسكري. ثلاثة أشهر من الانتظار، من الديون، من الانكسار أمام احتياجات الأبناء، من الوقوف في طوابير الصبر بلا أمل. ومع ذلك، لم نرَ بياناً غاضباً، ولا وقفة احتجاجية، ولا حتى تغريدة تحمل همّ هؤلاء المنسيين.


أليس من واجب النقابات أن تكون صوتاً لمن لا صوت له؟

أليس من صميم دورها أن تراقب، وتطالب، وتضغط، وتفضح؟

أم أن الدفاع عن الحقوق صار انتقائياً، يُمنح للبعض ويُحجب عن الآخرين؟


*إسقاط على الواقع: من يدفع الثمن؟*


1ـ *المعلمون* الذين يُفترض أن يكونوا بناة الأجيال، باتوا عاجزين عن دفع إيجارات منازلهم، أو شراء كتب لأبنائهم.

2 ـ *العمال* الذين يكدّون في المرافق العامة، يعيشون على فتات المساعدات، بينما تُصرف الميزانيات في غير محلها.

3 ـ *العسكريون* الذين لم تشملهم بيانات اللجنة العسكرية، وكأنهم خارج دائرة الانتماء، رغم أنهم في الصفوف الأمامية حين يُطلب منهم الدفاع.


*أمثلة صارخة:*


المثال الاول :

في محافظة عدن، عشرات الموظفين المدنيين اضطروا لبيع ممتلكاتهم الشخصية لتغطية نفقات المعيشة.

المثال الثاني :

في شبوة، جنود لم يتسلموا رواتبهم منذ أشهر، ومع ذلك يُطلب منهم البقاء في مواقعهم دون أدنى دعم.

المثال الثالث :

في حضرموت، معلمون لجأوا إلى العمل في مهن أخرى، تاركين التعليم الذي أحبوه، لأن النقابة لم تحرك ساكناً.


*وفي الختام*


العتب ليس ضعفاً، بل هو نداء أخير قبل أن يتحول الصمت إلى غضب، والغضب إلى قطيعة. نحن لا نطلب المستحيل، بل نطالب بالحد الأدنى من الكرامة. نطالب بأن تكون النقابات على قدر المسؤولية، لا مجرد شعارات تُرفع في المؤتمرات.


فإن لم تكن النقابة صوتنا، فمن يكون؟

وإن لم يكن الدفاع عن الحقوق شغلها الشاغل، فما جدواها ؟