/ صالح شائف
ما عبرنا عنه بالعنوان ليس إكتشافا ولا تحليلا ( عبقريا ) بل هي الحقيقة التي أصبحت معروفة للكل؛ حتى وإن لم يعترف البعض بذلك ولأسباب معروفة أيضا؛ وإرجاع ذلك لأمور أخرى لا علاقة لها بأزمة الكهرباء؛ والتي تمثل جوهر وأساس حرب الخدمات المعتمدة منذ تحرير العاصمة عدن عام 2015.
لقد تكررت عملية إنقطاع التيار الكهربائي عن العاصمة عدن وبشكل كلي وغير مسبوق في تاريخها؛ وتتكرر معها المناشدات والأعذار والمبررات دون حلول؛ ومعها تتجدد معاناة الناس ويزداد العذاب والجحيم الذي يعيشونه سنة بعد أخرى.
لقد سبق لنا التأكيد وفي أكثر من مرة من أن أزمة الكهرباء ليست مستعصية عن الحل؛ إذا ما توفرت الإرادة لوضع حد حاسم ومسؤول لهذا العذاب والتعذيب الممنهج من قبل ( الشرعية ورعاتها )؛ بما في ذلك إتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة ضد الفساد وأبطاله في هيكل وأجهزة ومؤسسات الشرعية المختلفة؛ وهذا هو رأي الناس وموقفهم مما يحصل لهم؛ لأن في ذلك إنقاذا لحياتهم وحفاظا على إستقرارهم وضمانا لحياة طبيعية يستحقونها بعد سنوات من الجحيم.
فقد تحملوا فوق ما لايمكن وصفه من الآلام المتعددة الأوجه والتأثير على حياتهم؛ ولذلك نقول ونكرر القول هنا لكل من يهمهم أمر الناس في الجنوب وإستقرار اليمن والمنطقة.
إن لم تتحركوا سريعا وقبل فوات الآوان؛ فتأكدوا بأن صبر الناس قد بلغ مداه؛ ناهيك عن إستغلال هذا الوضع لشحنهم وتحريضهم من قبل جهات وأطراف عدة - وما أكثرها داخلية وخارجية -؛ لدفعهم لتفجير غضبهم وعلى نحو يمكن أن يخرج عن السيطرة.
فهي تخطط لذلك وتحلم بتحقيق هذا الهدف الشيطاني؛ لتختلط الأوراق ويرتبك الجميع وتفتح أبواب الفوضى والفتنة على أوسع أبوابها.
ولعل الأخطر في كل ذلك بأنه سيصب لصالح القوى المعادية المتربصة بالمشروع الوطني الجنوبي لتجد فرصتها السانحة للإنقضاض عليه؛ لتتمكن هي من تنفيذ مشاريعها وخططها على تعدد عناوينها.
وقد عملت بعض هذه القوى ومازالت تعمل من أجل ذلك منذ سنوات؛ فحرب الخدمات ليست جملة توصيف سياسية مجردة من المضمون.
بل هي حرب حقيقية وتمارس عمليا على الواقع؛ وتمس حياة الناس في العاصمة عدن وبقية محافظات الجنوب وبشكل يومي مباشر.
فهل يعقل أن يتم التعامل مع أزمة الكهرباء وكأنها أزمة منفصلة عن جوهر الحرب المتعددة المعارك والأشكال ضد الجنوب وقضيته الوطنية.