في لحظة تأمل وبين ضجيج الحروب ووجع الوطن، وجدت نفسي أتساءل:
إلى متى سيظل وطني يعيش هذه الحروب؟
فما إن يبدأ بالنهوض ويخطو خطواته الأولى نحو البناء والتنمية، حتى تُشعل نار حرب جديدة تُعيده إلى نقطة الصفر.
وهكذا مضت الأعوام وضاع العمر، ووطننا لم يعرف طعم الاستقرار بعد، رغم ما يملكه من ثروات لا تحصى من نفطية، سمكية، زراعية وسياحية.
عشر سنوات مضت منذ اندلاع الحرب الأخيرة في عام 2015، وحتى اليوم لم تضع أوزارها، بل ازدادت تعقيداً وتشابكت مصالحها حتى صارت الحلول بعيدة المنال.
قد لا نخرج منها إلا بعد عقودٍ طويلة إن لم يتفق الفرقاء على إنقاذ ما تبقّى من هذا الوطن المنهك.
رسالتي إلى كل القادة، إلى من بأيديهم القرار، وإلى الأشقاء في التحالف العربي، والوطن العربي، بل والعالم أجمع،
لا تتركوا اليمن ينهار أكثر ولا تجعلوه ساحة لتصفية المشاريع والمصالح.
فمن يظن أنه مستفيد من إبقاء اليمن في هذا الوضع، سيكتشف في النهاية أنه خاسر مثلنا، لأن الفوضى لا تعرف حدوداً، والدمار لا يفرق بين من أشعله ومن احترق به.
اليمن ليست مجرد أرض تدار فيها الصراعات، بل وطن حيّ، وإن سقط ستتأثر به المنطقة والعالم كله.
فلا تظنوا أن استمرار هذه الأزمة قد يخدم مشاريعكم، بل هي نار إن تركت مشتعلة ستحرق الجميع.
والله على ما أقول شهيد.
جلال جميل محسن