آخر تحديث :الإثنين-03 نوفمبر 2025-11:06م

مستشفى مودية يا سيادة المحافظ.

الجمعة - 24 أكتوبر 2025 - الساعة 02:40 م
عبدالعزيز علي باحشوان

بقلم: عبدالعزيز علي باحشوان
- ارشيف الكاتب



قمت بعدة زيارات إلى مستشفى مودية كان التوقيت صباحاً، فرأيت أكتضاض وازدحام المرضى غير المألوف، وشهدت تزاحم الأمهات الصابرات اللواتي يحملن أثقال فوق أثقالهن في مواجهة مصاعب الحياة، وسمعت أنين الأطفال الموجعة، وقرأت أحوال الناس من خلال الملامح المرهقة، والتمست حاجة المواطنين لخدمات المستشفى لتخفيف أعباء الحياة.


لوحظ ارتياح واسع من قبل المرضى والمرتادين للمستشفى رغم شح الإمكانيات، فجميع الأقسام تعمل بكل حيوية ونشاط وعلى قدم وساق، وشاهدت الكادر الطبي والفني يعملان على تقديم الرعاية الصحية للمرضى من خلال مهام متعددة وبكل اهتمام واحترام.

المسشفى في الصباح مزدحم ومليء بالنشاط أشبه بخلية النحل من زخم الممرات وصخب الطوارئ وصراخ الأطفال.

غير أن زيارتي الوحيدة في أكتوبر للمستشفى كانت ليلاً والتي صورت لي مشهداً مؤلماً، من عدم وجود التيار الكهربائي، فوجدت الطاقم المناوب أمام البوابة في ظلام دامس وفي حالة سكون مصحوبة باليأس والإحباط جراء الإنقطاع التام لخدمة التيار، ومررت بالأقسام وهي شبه مغلقة والممرات مظلمة، ولم أسمع إلا طنين البعوض ، ولمحت ضوءاً بعيداً فتجلى أنه نائب المدير يعمل في مكتبه على كشاف جواله.

مع قلة الإمكانيات وانقطاع التيار ليلاً، إلا أننا نجد الطاقم المناوب في صبر وثبات، فزيارة أخي للمستشفى البارحة الساعة الثانية فجراً مصطحباً ابنته المريضة وتقديم الرعاية الصحية لها تؤكد إخلاص الموظفين وتفانيهم في عملهم.


"اللواء أبوبكر حسين. حفظك الله ورعاك ووفقك الله لكل خير."


مدينة مودية تشكل موقعاً محورياً تتوسط جميع مديريات المنطقة الوسطى وهي مقصد الناس ومأوتهم في السلم والحرب، وموطن الآمنين، وملاذ الخائفين، وقبلة القاصدين من كل واد وفج، فنجد إنفجار سكاني غير مسبوق، لذا نناشد قيادتك الحكيمة والرشيدة..

في إصدار الأوامر بالتحرك العاجل لتركيب المنظومة الكهربائية تعيد الأمل والحياة لهذا الصرح الذي عانى التقصير والاهمال منذ سنوات طويلة.

وإلى ترفيع درجة مستشفى مودية إلى مشفى عام أسوة بالمستشفيات الأخرى في المنطقة الوسطى.

نقدر جهودك المبذولة مدنياً وعسكرياً تجاه مديرية مودية ونؤكد لحضرتك أن مادة الديزل المعتمدة من قبلك للمستشفى على وشك النفاذ، لهذا لابد من لفتة كريمة مستدامة تسجل لكم في سجلات المستشفى البيضاء.



ودمتم بخير.