آخر تحديث :الإثنين-08 ديسمبر 2025-05:54م

شعب يبحث عن الحياة في القمامة. ومسؤولون يتلذذون بالترف والفساد!

الثلاثاء - 28 أكتوبر 2025 - الساعة 04:56 م
علي هادي الأصحري

بقلم: علي هادي الأصحري
- ارشيف الكاتب


الرمق الأخير لهذا الشعب المكلوم يُسحب ببطء دون رحمة دون شفقة وكأن الكرامة أُنتزعت منه عنوة لا صوت يُسمع ولا وجع يُفهم.


في بلد كان يوماً يُضرب به المثل في الشهامة والكرامة أصبح المواطن البسيط اليوم يبحث عن بقايا الطعام في القمامة يحمله لأطفاله الذين ينتظرونه ببطون خاوية بينما أبناء المسؤولين يتناولون أشهى الأطعمة ويسكنون أفخم الفلل ويشربون الماء البارد والدماء تسيل من أفواه الجياع.


مشهد مقزز لكنه حقيقي. مسؤولون يتفننون في تعذيب الشعب إما بتجاهل صرخاته أو بسرقة ما تبقى من فتات حياته. يأكلون القات بما يفوق مائة ألف ريال يومياً ويذبحون الغنم كما لو أنهم لا يعيشون في بلد تمزقه المجاعة والفقر والمرض.

أين الرحمة؟ أين الضمير؟


أما الشعب فقد وصل إلى مرحلة لم يعد فيها شيء يُخيفه. لا الكهرباء ولا انقطاع الرواتب ولا المرض ولا حتى الموت. بل ما يخيفه حقاً هو أن يفقد ما تبقى من إنسانيته بصمت.


مليشيات الانتقالي لا تختلف كثيراً عن مليشيات الحوثي فكلاهما يقتلان ببطء ويستبدّان باسم الوطن.

النتيجة واحدة شعب جائع مذلول تائه بين شعارات كاذبة وواقع مرير.


نحن لا نحرّض لكننا نناشد هذا الشعب المنكوب أن ينهض. أن يصرخ أن يطالب بحقه في الحياة. لا شيء يخسره فقد خسر كل شيء.

فيا حكومة العار ويا قادة الموت تذكروا أن الجزاء من جنس العمل وكما سقتم هذا الشعب لكأس الذل فأنتم على موعد مع ذات الكأس وربما أَمرّ.


ارحموا من في الأرض قبل أن تنفجر الأرض تحت أقدامكم من دعوات المظلومين.

ارحموا من بقي فيه رمق الحياة قبل أن تُطفئوه بأيديكم.