آخر تحديث :الإثنين-03 نوفمبر 2025-11:06م

الشيخ جمال العاقل.. رمانة الميزان التي أنقذت أبين من فوضى الصراعات

الأربعاء - 29 أكتوبر 2025 - الساعة 06:23 م
عبدالعزيز علي باحشوان

بقلم: عبدالعزيز علي باحشوان
- ارشيف الكاتب


شهدت المنطقة الوسطى بأبين مرحلة عسكرية سياسية محتقنة، وتوترات شديدة، وصراعات متزايدة بين مختلف القوى العسكرية والمجتمعية، وذلك جراء وجود شخصيات انتهازية في المنطقة، نهجهم ذر الرماد على العيون وصب الزيت على النار، لتصفية الحساب ولأجل تحقيق مكاسب شخصية، مما جعل الوضع قابلاً للانفجار. لذلك دعت الحاجة إلى تدخل العقلاء والحكماء لوضع رؤية واضحة وتقييم الموقف لتجنب الصراع.


كان للعاقل جمال دور كبير في تقييم المواقف، بل كان رمانة الميزان للأحداث المتصاعدة، وعاقلاً حكيماً في إدارة الأزمات السياسية والعسكرية لخبراته في مجاله العسكري والسياسي ومكانته الاجتماعية الطاغية التي يحظى بها بين الناس. فعند زيارتك لديوانه، تجد نفسك في محكمة تعالج أصعب القضايا العسكرية والقبلية في ظل غياب الدولة.


الشيخ العاقل تسلم المحافظة مسبقاً في أحلك الظروف وأخطرها، أثناء سيطرة تنظيم القاعدة التي أسفرت عن تدمير بنيتها التحتية وخراب المؤسسات والإدارات آنذاك. إلا أنه ناضل نضالاً مستميتاً لاستعادة العاصمة زنجبار بفنونه السياسية والعسكرية والأمنية، واحتوائه لفصائل المجتمع في المواجهة والقتال، وعمل حينها على فرض الاستقرار الأمني واحتواء القبائل المتناحرة وفض النزاعات بينهم، لتحقيق تغييرات إيجابية في جوانب متعددة.


بدأ على إعمار مؤسسات التعليم المدمرة، بداية من كلية التربية بزنجبار، والتخطيط والتنفيذ في مشاريع تنموية مستدامة مثل سد حسان، وغيرها من المشاريع الأخرى. لكن سرعان ما حلت حرب المد الحوثي، وسيطرت ودمرت ما تم إصلاحه في المحافظة، فلم ينل الشيخ جمال فترة خالية من الحروب والنزاعات في ظل حكمه إطلاقاً، وسرعان ما جرى إقصاؤه سياسياً.


الذي أخرج أبين من عنق الزجاجة بحكمته وحنكته السياسية والعسكرية من سيطرة التنظيم، كان قادراً على انتشال الوضع المزري وتوحيد وتوجيه التشكيلات العسكرية المتعددة على المسار الصحيح وفقاً للنظام والقانون، وبعيداً عن الجبايات غير القانونية، ولا يقتصر فهمه على الاستراتيجية العسكرية فقط، بل تجده خبيراً متفوقاً في التحليل والنقد لمجريات الأحداث، ومتحدثاً فطناً وذا وعي وثقافة عميقة في جميع مجالات الحياة.