في بلدٍ كان يُعرف يوماً بـ"اليمن السعيد"، بات الجوع سيد الموقف، والموت ضيفاً دائماً لا يغادر.
في اليمن، كل عشر دقائق يُغيب الجوع طفلاً، وكل ساعة تُطفأ شمعة أسرة، وكل يوم تُسحق كرامة إنسان تحت وطأة مجاعة لا يمكن وصفها إلا بأنها _متعمدة وممنهجة_.
*مأساة الوطن الحريح*
ليست هذه كارثة طبيعية، ولا غضباً من السماء، بل هي نتيجة مباشرة لصراعٍ طال أمده، وتخاذلٍ دولي، وصمتٍ محلي.
ملايين اليمنيين يرزحون تحت نير الفقر، وآلاف الموظفين بلا رواتب، وشبابٌ بلا أمل، وأطفالٌ بلا غذاء. إنها مجاعة تُدار بصمت، وتُنفذ ببطء، وتُبرر بذرائع السياسة.
*منابر الصمت.. إلى متى؟*
أين أنتم أيها الخطباء؟ أين أنتم أيها الصحفيون والمثقفون والسياسيون؟ إن منابركم ليست للحياد، وكلماتكم ليست للترف.
آن الأوان أن تُقال الحقيقة دون مواربة: _اليمن يموت، واليمنيون يُذبحون جوعاً_. الأرقام لا تكذب، والوجع لا يحتاج إلى ترجمة.
*السلمية ليست ضعفاً.. بل قوة*
في وجه هذا الخراب، لا بد من صوتٍ حضاري. الوقفات السلمية ليست ترفاً، بل ضرورة. إنها صرخة شعبٍ يرفض أن يُدفن بصمت. فلتكن الرسالة واضحة: _"نحن هنا نموت بصمت، فهل من مستجيب؟"_
*الكلمة مسؤولية.. والصورة شهادة*
وثّقوا المعاناة، انقلوا الصورة، اجعلوا من الكلمة سلاحاً ومن الصورة وثيقة. لا تتركوا المأساة طيّ النسيان، ولا تسمحوا لليأس أن يقتل ما تبقى من عزيمة في النفوس. فكل صوتٍ يُرفع، وكل صورةٍ تُنشر، هي خطوة نحو العدالة.
*الإنسانية لا تعرف الحدود*
آن للعالم أن يتحرك بضمير. آن للضمائر الحية أن تستفيق. فاليمن ليس رقعة جغرافية بعيدة، بل جرحٌ في جسد الإنسانية. والمسلم لأخيه المسلم كالبنيان، يشد بعضه بعضاً.
*التلاحم سبيل النجاة*
في زمن التشرذم، لا خلاص إلا بالتكاتف. الشعب الذي يتحد في محنته، يُسمع صوته، وتُفتح له الأبواب. فلتكن هذه المأساة سبباً في وحدة الصف، لا في تمزيقه.
لا تقفوا متفرجين. لا تكتفوا بالأسى. لا تتركوا اليمنيين وحدهم في مواجهة المصير. إن منابركم سلاح، وكلماتكم سهام، ووقفاتكم السلمية بصمة في جبين التاريخ.
_فلتكن كلمتكم حقاً، ووقفتكم سلمية، ورسالتكم واضحة: كفى موتاً.. كفى جوعاً.. كفى انتظاراً.